كرة القدم في العالم كله محل تنافس يسمح للشحناء والبغضاء أن تتسلل إلى داخل النفوس. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها وما التنافس الشريف إلا فلسفة طوبائية صعبة الهضم.
قياس النبل و الفروسية في التنافس لا تعتمد على مشهد أو حالة هنا أوهناك، كذلك أيضا لا يمكن الاستدلال على تحقق العدائية والكراهية من كلمة عابره، أو موقف ظرفي، فما الذي يمكن لنا أن نعول عليه في ضبط الصراع الخفي والظاهر الذي نشعر أننا نسير على سجاده المزركش بالجمر؟!
يمكن لمتحدث واحد أن يحاضر عن كيف أن لرياضة كرة القدم قدرة تعديل مزاج الشارع ،وترطيب حالة المجتمع بالسعادة والتفاؤل ،وجمع الصف ، وأن يحاضر نفسه في اليوم التالي عن كونها شرا مطلقا ،يمكن أن تمزق المجتمع، وتهدد السلم الأهلي، ،وربما تشعل الحروب مع الجيران.
قلت في زاوية سابقه إن اختصار الانفلات والاحتقان ،اللذين يغذيان المجتمع الرياضي بالصراعات المتمثلة في تبادل التهم ،والسباب ،والافتراءات والكذب في مصطلح ( التعصب )، يدخله ضمن منظومة التعريفات غير القابله للتفكيك والتحليل الدقيق الذي يمكن وضع الحلول لها و هو خطأ فادح ، لأن ما يجري مما سبق ذكره ليس تعصبا ولا يمارسه متعصب بقدر ما هو تجاوزات نظاميه وأخلاقية يمكن للقانون الناجز المنجز من احتوائها، أو القضاء عليها .
مثل شائع جاء في أولى صفحات رواية جين ساسون ( مغامرة حب في بلاد ممزقة ) تروي قصة امرأة من كردستان تدعى (جوانا حسين ) عانت من الاحتقار والإهانة وناضلت من أجل الحرية يقول ( بنيت حولي عندما كنت طفلا جدارا من الحقد سألوني : ماذا استخدمت لبناء الجدار ؟ أجبت : حجارة الإهانات ! ويمكن تحوير هذه المقولة المثل لتنطبق على المجتمع الرياضي (بنيت حولي جدارا من الشك واستعداء الآخرين سألوني ماذا استخدمت لبناء هذا الجدار ؟ أجبت: حجارة التحريض والشائعات !
من يصنع هذه الحجارة ومن ينفلها ومن يضع التصاميم ويقوم بالبناء ومن يدفع التكاليف ولماذا يظل حتى الآن دون مساءلة أو عريضة اتهام ؟ إن جدار الشك والاستعداء الذي يقطع مساحة المجتمع الرياضي ويحيله إلى مربعات و ( كانتونات ) لا يعتمد على خلافات كرة القدم وسخونة منافساتها ،وما يمكن ان يدخل ضمن العشق والميول والانتماء المشروع، بقدر ما يستدعي الخلافات والفرقة العميقة بالطعن في أمانة وأهلية المسؤول، لهدم البناء ،ولو على رأس الجميع ،من أجل مكاسب رخيصة ...إلى متى ؟!
قياس النبل و الفروسية في التنافس لا تعتمد على مشهد أو حالة هنا أوهناك، كذلك أيضا لا يمكن الاستدلال على تحقق العدائية والكراهية من كلمة عابره، أو موقف ظرفي، فما الذي يمكن لنا أن نعول عليه في ضبط الصراع الخفي والظاهر الذي نشعر أننا نسير على سجاده المزركش بالجمر؟!
يمكن لمتحدث واحد أن يحاضر عن كيف أن لرياضة كرة القدم قدرة تعديل مزاج الشارع ،وترطيب حالة المجتمع بالسعادة والتفاؤل ،وجمع الصف ، وأن يحاضر نفسه في اليوم التالي عن كونها شرا مطلقا ،يمكن أن تمزق المجتمع، وتهدد السلم الأهلي، ،وربما تشعل الحروب مع الجيران.
قلت في زاوية سابقه إن اختصار الانفلات والاحتقان ،اللذين يغذيان المجتمع الرياضي بالصراعات المتمثلة في تبادل التهم ،والسباب ،والافتراءات والكذب في مصطلح ( التعصب )، يدخله ضمن منظومة التعريفات غير القابله للتفكيك والتحليل الدقيق الذي يمكن وضع الحلول لها و هو خطأ فادح ، لأن ما يجري مما سبق ذكره ليس تعصبا ولا يمارسه متعصب بقدر ما هو تجاوزات نظاميه وأخلاقية يمكن للقانون الناجز المنجز من احتوائها، أو القضاء عليها .
مثل شائع جاء في أولى صفحات رواية جين ساسون ( مغامرة حب في بلاد ممزقة ) تروي قصة امرأة من كردستان تدعى (جوانا حسين ) عانت من الاحتقار والإهانة وناضلت من أجل الحرية يقول ( بنيت حولي عندما كنت طفلا جدارا من الحقد سألوني : ماذا استخدمت لبناء الجدار ؟ أجبت : حجارة الإهانات ! ويمكن تحوير هذه المقولة المثل لتنطبق على المجتمع الرياضي (بنيت حولي جدارا من الشك واستعداء الآخرين سألوني ماذا استخدمت لبناء هذا الجدار ؟ أجبت: حجارة التحريض والشائعات !
من يصنع هذه الحجارة ومن ينفلها ومن يضع التصاميم ويقوم بالبناء ومن يدفع التكاليف ولماذا يظل حتى الآن دون مساءلة أو عريضة اتهام ؟ إن جدار الشك والاستعداء الذي يقطع مساحة المجتمع الرياضي ويحيله إلى مربعات و ( كانتونات ) لا يعتمد على خلافات كرة القدم وسخونة منافساتها ،وما يمكن ان يدخل ضمن العشق والميول والانتماء المشروع، بقدر ما يستدعي الخلافات والفرقة العميقة بالطعن في أمانة وأهلية المسؤول، لهدم البناء ،ولو على رأس الجميع ،من أجل مكاسب رخيصة ...إلى متى ؟!