|


محمد الناصر
الدفع الرباعي للمرشحين!
2016-12-06
يقول مالكوم إكس "إن وسائل الإعلام هي الأقوى تأثيراً على الفرد، وهي الوحيدة القادرة على جعل المذنبين أبرياء والأبرياء طغاة"، والمتابع لوسائل الإعلام والمهتم بها يؤمن يقيناً بهكذا مقولة، وقد تم استخدام الإعلام في مرات عديدة كأداة لتسويق فكر أو صراع سياسة أو تمرير مشروع وكان في كل مرة يحسن مستخدموه استخدامه ينجحون في خلق التأثير الذي يبحثون عنه.
ففي الصراعات الانتخابية غالباً يكون هناك تسويق إعلامي وترويج انتخابي على نوعين، الأول تقليدي وفيه استعراض للبرنامج وذكر للأهداف وتحديد للرؤية، أما الثاني وإن اشتمل على ما سبقه إلا أنه يعتمد في أحايين كثيرة على الدعاية السلبية والمثيرة للجدل التي غالبا تحقق الهدف منها وسط استغراب المتابعين وهو ما حدث في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، إذ استثمر الفائز في السباق الانتخابي للرئاسة الأمريكية ترامب الدعاية السلبية في الترويج الإعلامي له ولحملته وبرنامجه وفاز في السباق ووصل للبيت الأبيض في وقت كان المتابعون يستبعدون ذلك قبل بدء الانتخابات.
ولأننا في وسطنا الرياضي حديثي عهد بانتخابات لذلك غالبا تطغى التقليدية في البرامج الانتخابية والتسويق الإعلامي للمرشحين ويكون الاعتماد بشكل أكبر على الأفراد داخل المنظومة الإعلامية واستثمار نفوذهم.
وعندما يتم استخدام الإعلام لتمرير مشروع بعينه يطرح من جديد ذات التساؤل هل من المهنية أن تتبنى وسائل الإعلام التي من المفترض استقلاليتها وجهة نظر معينة وهل من المقبول أخلاقياً أن يقوم الإعلامي بتمرير معلومة أو نقل حقيقة وغض الطرف عن أخرى من أجل مصلحة شخصية أو هدف معين؟!
ونحن الآن نشهد في ساحتنا الرياضية صراعاً انتخابياً محموماً بين المرشحين لخلافة عيد في رئاسة الاتحاد السعودي نرى البعض من الإعلاميين قد اصطف خلف هذا المعسكر أو ذاك وتم استخدامه لتمرير أجندة معينة والتسويق لمرشحه عبر وسيلته الإعلامية واستثمار جمهوره ومتابعي وسيلته لتمرير ما يريد، بل وتخطى ذلك لتشويه سمعة مرشح آخر أو النيل منه تصريحاً أو تلميحاً.
لا أتكلم عن خياره الشخصي فذاك حق مكفول له كمتابع وناقد، ولكن أتحدث عن استغلاله منبره أو وسيلته الإعلامية كمنبر لحملة إعلامية لمرشح دون آخر واستخدام هذا المنبر لتمرير برامج انتخابية أو تجميل صورة مرشح بعينه.
أعلم يقيناً أن اختيار المرشح يتم في دهاليز الأندية وبناء على تكتلات خفية لها حساباتها وربما آخر ما تتأثر به هو البرامج الانتخابية والتسويق الإعلامي لمرشح ما ولكني أتكلم هنا عن أخلاقيات يجب الالتزام بها احتراماً للمتلقي وتسليماً بوعيه.
أتمنى ألا يشوه هذا المشهد الديمقراطي ولا الإعلام المهني الحر أي محسوب عليه أو دخيل فيه، وأن نعيش بالتزامن مع الأجواء الديمقراطية ممارسة أخلاقية للإعلام ليخرج لنا منتجاً يفرز لنا المرشح الكفء والرئيس الأفضل.