|


حمد الراشد
هلال دياز.. عاد بامتياز
2016-12-10
ليست الأهداف الستة التي زرعها أبناء دياز في شباك الوحدة وحدها سبب سعادة المدرج الأزرق، ولا نجاح الفريق في المحافظة على القمة بكل جدارة واقتدار، وإنما ظهور الهلال بمستواه المعهود واستعادة هيبته التي غابت عنه في المواسم الأخيرة، ونجاح دياز في إعادة صياغة الفريق فنيا ونفسيا ومعنويا.. أصبح الزعيم فريقا تراهن عليه الجماهير للذهاب بعيدا نحو المنافسة على اللقب المتمرد على خزينة الأزرق منذ سنوات.
بدأ هذا الانطباع في الظهور في موقعة الأهلي في الجوهرة، عندما كشف الزعيم عن وجهه الجديد لأول مرة، ثم ترسخ في موقعة الشباب عندما أخفى الأزرق الليث تحت معطفه وكأنه غير موجود، وأخيرا تعمق هذا الانطباع في موقعة الوحدة عبر اجتياحه شباكه بنصف درزن أهداف ملونة وبأقل جهد ممكن.. وهذا أبلغ دليل على نجاح دياز في فك شفرة الزعيم وإعادة برمجة المستوى والفكر والأداء في ظرف زمني قياسي قصير، مما يرفع منسوب التفاؤل في وجدان الجماهير الهلالية بقدرة وكفاءة دياز على صناعة فريق فاخر المستوى باذخ الفن والمتعة ينافس على كل الألقاب لسنوات مقبلة، ما أعجبني في فكر دياز محاولته الاستفادة من كل أدواته وأسلحته، فعندما قتل الفريق المباراة أمام الوحدة بتسجيل نواف المتوهج دوما الهدف الثالث أشرك ياسر وناصر ليس بهدف زيادة الغلة في شباك الوحدة وإنما لإبقائهما في أجواء المباريات وهذا ما لا يفعله جروس مدرب الأهلي، فلو كان فريقه متقدما بعشرة أهداف لما أشرك مهند عسيري الذي لا يستعين به إلا عندما يكون الفريق متأخرا بالنتيجة ولدقائق معدودة لا تسمح له بالدخول الفعلي في أجواء المباريات.

(ويبقى النصر التحدي الأكبر).
بالطبع لن يصادق الهلاليون على ما تقدم ذكره عن نجاح دياز إلا بإنهاء الدور الأول متصدرا حاصدا لقب بطل الشتاء، وحتى يتحقق هذا الهدف لابد من عبور حاجز النصر، فإذا تمكن دياز من إلحاقه بالأهلي والشباب والوحدة نتيجة ومستوى صادقوا على كل ما ذكرناه، وإذا تعثر أمام العالمي وسقط بالضربة القاضية الفنية أعادوا النظر والحساب من جديد، فالمعيار المهم والأخير والحاسم موقعة النصر القادمة فوز وصدارة أم حزن وخسارة.

(احذروا ذئاب الفيصلي)
اليوم يواجه الاتحاد الفيصلي في موقعة ظاهرها سهل وباطنها صعب، فرغم فوز الأهلي بسداسية إلا أن الفيصلي له أنياب قادرة على الفتك.. صحيح خطوطه الخلفية سهلة الاختراق والوصول إلى مرماه أسهل من شرب الماء إلا أن هجومه قادر على الافتراس والتسجيل وهذا يتطلب من سييرا أولا تحصين دفاعاته من العمق والأطراف وثانيا من المهاجمين الاستثمار الأمثل لفرص التسجيل والتركيز الذهني الكامل أمام المرمى وقبل ذلك اللعب بجدية قصوى بعيدا عن الثقة المفرطة والإحساس بالتفوق المسبق فالنتائج لا تحسم على الورق وإنما فوق المستطيل الأخضر.

(نقاط تحت الحروف)
كل أنظار عشاق الفن الكروي الأصيل ستتجه هذا الأسبوع لدوحة العرب لمتابعة لقاء السحاب برشلونة والأهلي والمباريات الجانبية بين أعمدة الفريقين بغض النظر عن فارق المستوى والإمكانات والنجومية لكنه في النهاية قصيدة كروية سعودية عالمية جميلة ورسالة حضارية، بغض النظر عن النتيجة فقد تحقق الهدف الأسمى قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية.
ـرحم الله الرياضي الخلوق النبيل الأصيل غازي كيال وأسكنه فسيح جناته، رحل عنا ولم يحظ بالتكريم المناسب لتاريخه الحافل ومشواره في حياته.