|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
حكامنا إلى أين؟
2016-12-14

تشتكي أغلب أنديتنا في دوري جميل ودوري الدرجة الأولى لكرة القدم من تدني عطاء الحكام والتأثير على نتائجها وخدمة فرق أخرى، ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها كفاءة العامل البدني للحكام أي الإرهاق والتعب لما له من علاقة بالمسافات التي يقطعها الحكم جرياً ومشياً طوال وقت المباراة، ولو وضعنا مقارنة بين المسافة التي يجريها اللاعب والحكم داخل الملعب لوجدنا الحكم يجري أكثر من اللاعب، ولذلك فإن اللاعب عنده فرصة للراحة خلال المباراة بين الحين والحين والآخر بعكس الحكم الذي لابد أن يؤدي ويكمل المباراة بشوطيها بنفس المستوى (الرتم)، وقوة الأداء والتركيز.

 

وحكام كرة القدم النخبة (حكام القمة) أو المصنفين يحققون مؤشرات عالية في معدل استهلاك الأكسجين والعمل الهوائي خلال المباراة، مع ملاحظة أن هناك فترات تحتاج إلى العمل اللاهوائي في المباراة مما يجعل الحكم يجري ويمشي بشدات مختلفة ومتغيرة أثناء المباراة ولكنها تقل كلما اقتربت المباراة من نهايتها، وفي بعض الدراسات العلمية اتضح أن الحكام الذين حققوا نسباً عالية في أخذ الأماكن الصحيحة حققوا أعلى معدل من القدرات الفسيولوجية والوظيفية، وقد قطعوا مسافات متغيرة بشدات عالية تتعدى 60% من إجمالي المسافات، أما في الشوط الثاني فغلب عليه المشي ما كان متوسط نبض القلب في الشوطين الأول والثاني يتراوح ما بين 162 نبضة للشوط الثاني و163 نبضة في الشوط الأول، أي منهم لم يحققوا اختلافات كبيرة على مدى الشوطين وكان معدل النبض لا يتعدى 85% من الحد الأقصى للنبض وكانت معظم أنظمة الطاقة بين الهوائية واللاهوائية.

 

والتحكيم الجيد النظيف المتميز يدعو اللاعبين إلى الإجادة والتركيز والأداء المثالي في اللعب دون اعتراض، أما التحكيم السيئ فله مساوئ كثيرة ومتعددة، حيث يطمس معظم القيم التربوية المستفادة من ممارسة النشاط الرياضي ويجعلهم يخرجون عن الروح الرياضية التي تنفرد بها الرياضة بشكل عام والقرارات التي يصدرها الحكام وتشكل في مجموعها تحديدا لمكانة الفرق في قائمة الأندية المتبارية في نفس المنافسة، ومن هنا يبرز الدور الفعال لحكام المباريات وذلك بقيامهم بالتقويم الفوري لمجهودات كل مدرب ولاعب وإداري في ساحة التنافس طبقاً للدور الذي يؤديه كل منهم في حدود القانون، حيث إن الحكم هو صاحب القرار في أي وقت من أوقات المباراة وفقاً لقانون اللعبة.

 

ويبدو أن هناك تصنيفاً رتبياً في مهنة التحكيم وخاصة في المستويات العالية منها، وهي مشكلة القائمة الدولية لحكام كرة القدم، حيث كانت تغلب عليه عدم الشفافية في الانتقاء والترشيح على الرغم من عدم تميز غالبية هؤلاء الحكام ولكنهم يقومون بترتيبهم حسب الأهواء وعدم إعطاء الحقوق لأصحابها، فلقد عانت لجنة الحكام لدينا من مشاكل عديدة شابها بعض التحايل والمجاملة في اختيارات الحكام مما جعلها عرضة للنقد، ونحمد الله أن هذه المشاكل والأداء غير المنصف للحكام والذي يؤثر في نتائج الفرق لم يؤدِ إلى مشاكل وشغب داخل ملاعبنا ولذا وحتى لا نضيع جهود المسؤولين والقائمين على الأندية وبالذات فرق كرة القدم والتي صرفت عليها الغالي والنفيس من أجل فرقها الاهتمام بشؤون التحكيم بدراسة وحل المشكلات المرتبطة بمجال التحكيم في كرة القدم ومحاولة إيجاد الحلول السريعة لها.

 

وأنه يجب أن يكون لدى الحكام قدرات تؤهلهم لمجاراة سرعات الكرة واللاعبين بما يضمن لهم أن يكونوا قريبين من أماكن الأحداث حتى يحافظ على حياديته وحسن قراراته، حيث يجب الاهتمام بالحكم في سن مبكرة، ويجب تحديد الحكام واختيارهم وفقاً لمستواهم وقدراتهم لا من خلال علاقتهم الشخصية.

 

لا طعم لأي منافسة خالية من العدالة.