الذين يصرون على أن أعصابهم لا تتحمل أن تقام مباراة تجمع الهلال والنصر يفترض أنهم أصبحوا في تناقص والسبب أن مثل هذه المواجهات لم تعد إلا نقطة في بحر الضجيج على كل شيء ومن أي شيء!
إذا التقى النصر والهلال في ما مضى أي قبل أكثر من عقدين على أقل تقدير، كان المناخ حينها مواتيا للتحفز والوسط الرياضي قابل لأن يهتز ويرتجف بدفع ذاتي مع أيضا دور التأثير الخارجي الذي يؤديه عادة الإعلام وتفعله نقاشات المجالس والمكاتب.. أما قبل ذلك والحديث هنا عن السبعينيات والثمانينيات الميلادية فحدث ولا حرج عن ما تفعله مثل هذه المباريات بالجميع .
في العالم كله تتراجع قيمة الديربيات على صعيد أعراضه الظاهرة من هلع وهوس والسبب أن الصناعة حولتها إلى منتجات تدر الأموال وفرضت بالتالي على الاتحادات الأهلية والقارية برنامج مواجهات متعددة ربما أنها أبقت على القيمة الفنية والزخم الجماهيري لكنها أفرغتها من الضغوط والحماسة الزائدة حيث باتت الجماهير غير مهيأة لاسترجاع طاقتها من الهوس الطبيعي أو المصطنع أربع أوست مرات في الموسم الواحد أو يزيد .
لم تعد جماهير برشلونة والريال، أو الليفر واليونايتد أو يوفنتوس والميلان وغيرهم في فرنسا وألمانيا أو البرازيل والأرجنتين أو تونس ومصر .. ولا في السعودية تملك طاقة الغضب أو الهوس والجنون لتوزعه على ديربيات تعددت وزادت في الموسم الواحد عن ما كان يجمعها قديما في عقد من الزمن أو أقل.. هذا يبدو مفيدا في جانب ما يخص ضبط النفس ولجم الحماس من أن يفعل بصاحبه أو الآخرين السوء ويحرف الرياضة عن مسارها الصحيح ، لكنه دون شك يضعف من الاهتمام العاطفي بمثل هذه المباريات تدريجيا ويحولها إلى مناسبات أشبه بالفعاليات الفنية لا أكثر!
النصر يستضيف الهلال غدا الجمعة على ملعب الملك فهد الدولي، ولابد من الإشارة إلى أمنية أن تكون الاستضافة فعلية على ملعبيهما الخاصين في الوقت القريب المقبل، وليكن قبل 2030 هذه مواجهتهما الأولى هذا الموسم وأمامهما مواجهة في هذا الشهر بعد أحد عشر يوما ضمن دور نصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد، وأخرى في نهاية جولات الدوري وربما رابعة في مسابقة كأس الملك.. ومن ذلك فإن من المفروض أن فكرة خوف وهلع المشجع تتراجع لتبقى حالة الحماسة والترقب في درجتيهما الاعتياديتين والأمل في أن لو خسر الأولى يمكن أن يعوض في الثانية وهكذا.
لكن لماذا التنافس الهلالي النصراوي يختلف عن ذلك كله إذ لم تعد تحكمه ساعات أو أيام ، أو حتى أسابيع المواجهات ولا تزيده أو تنقصه نتائجها ولا مكتسباتها من بطولات أو خلافه .. لماذا هذا التنافس يعيش في تفاصيل حياة أنصار الناديين يرسم لهم خطوط العرض والطول في عالمهم الخاص، يفرض عليهم مسارات محددة، وقناعات بعينها، وتصورات دون غيرها، ولغة لا يفهمها إلا هم وحقائق لا يراها إلاهم ! فهل هذا الذي حدث هو تحور لأنصار الناديين من مشجعين لناديهما لعدائيين لبعضهما، ومن عاشقين لنادييهما إلى أصحاب قضية خاصة الكل يزيد فيه من عنده حتى بات ملفها يصعب حمله ! ما هو البعد النفسي والمجتمعي لهذا الواقع ؟ سؤال برسم أهل الاختصاص !
إذا التقى النصر والهلال في ما مضى أي قبل أكثر من عقدين على أقل تقدير، كان المناخ حينها مواتيا للتحفز والوسط الرياضي قابل لأن يهتز ويرتجف بدفع ذاتي مع أيضا دور التأثير الخارجي الذي يؤديه عادة الإعلام وتفعله نقاشات المجالس والمكاتب.. أما قبل ذلك والحديث هنا عن السبعينيات والثمانينيات الميلادية فحدث ولا حرج عن ما تفعله مثل هذه المباريات بالجميع .
في العالم كله تتراجع قيمة الديربيات على صعيد أعراضه الظاهرة من هلع وهوس والسبب أن الصناعة حولتها إلى منتجات تدر الأموال وفرضت بالتالي على الاتحادات الأهلية والقارية برنامج مواجهات متعددة ربما أنها أبقت على القيمة الفنية والزخم الجماهيري لكنها أفرغتها من الضغوط والحماسة الزائدة حيث باتت الجماهير غير مهيأة لاسترجاع طاقتها من الهوس الطبيعي أو المصطنع أربع أوست مرات في الموسم الواحد أو يزيد .
لم تعد جماهير برشلونة والريال، أو الليفر واليونايتد أو يوفنتوس والميلان وغيرهم في فرنسا وألمانيا أو البرازيل والأرجنتين أو تونس ومصر .. ولا في السعودية تملك طاقة الغضب أو الهوس والجنون لتوزعه على ديربيات تعددت وزادت في الموسم الواحد عن ما كان يجمعها قديما في عقد من الزمن أو أقل.. هذا يبدو مفيدا في جانب ما يخص ضبط النفس ولجم الحماس من أن يفعل بصاحبه أو الآخرين السوء ويحرف الرياضة عن مسارها الصحيح ، لكنه دون شك يضعف من الاهتمام العاطفي بمثل هذه المباريات تدريجيا ويحولها إلى مناسبات أشبه بالفعاليات الفنية لا أكثر!
النصر يستضيف الهلال غدا الجمعة على ملعب الملك فهد الدولي، ولابد من الإشارة إلى أمنية أن تكون الاستضافة فعلية على ملعبيهما الخاصين في الوقت القريب المقبل، وليكن قبل 2030 هذه مواجهتهما الأولى هذا الموسم وأمامهما مواجهة في هذا الشهر بعد أحد عشر يوما ضمن دور نصف نهائي مسابقة كأس ولي العهد، وأخرى في نهاية جولات الدوري وربما رابعة في مسابقة كأس الملك.. ومن ذلك فإن من المفروض أن فكرة خوف وهلع المشجع تتراجع لتبقى حالة الحماسة والترقب في درجتيهما الاعتياديتين والأمل في أن لو خسر الأولى يمكن أن يعوض في الثانية وهكذا.
لكن لماذا التنافس الهلالي النصراوي يختلف عن ذلك كله إذ لم تعد تحكمه ساعات أو أيام ، أو حتى أسابيع المواجهات ولا تزيده أو تنقصه نتائجها ولا مكتسباتها من بطولات أو خلافه .. لماذا هذا التنافس يعيش في تفاصيل حياة أنصار الناديين يرسم لهم خطوط العرض والطول في عالمهم الخاص، يفرض عليهم مسارات محددة، وقناعات بعينها، وتصورات دون غيرها، ولغة لا يفهمها إلا هم وحقائق لا يراها إلاهم ! فهل هذا الذي حدث هو تحور لأنصار الناديين من مشجعين لناديهما لعدائيين لبعضهما، ومن عاشقين لنادييهما إلى أصحاب قضية خاصة الكل يزيد فيه من عنده حتى بات ملفها يصعب حمله ! ما هو البعد النفسي والمجتمعي لهذا الواقع ؟ سؤال برسم أهل الاختصاص !