|


وحيد بغدادي
أهليــ(شونة) Vs إتيــ(ليتكو)
2016-12-15
يعتقد الكثيرون أن الرياضي والاستثمار الرياضي هي مجرد إعلان تجاري يعرض في القنوات التلفزيونية أو الإذاعية أو أنها مجرد ملصقات تنشر في الصحف والمجلات واللوحات الإعلانية في الملاعب والطرقات.. لكنها أكبر من ذلك بكثير.. وتتعدى كذلك كونها مجرد علامة تجارية على صدر القميص.. بل هي علاقة تكاملية تجارية متبادلة بين جميع الأطراف وللتسويق الرياضي أهمية كبيرة جداً (اقتصادياً واجتماعياً)، لجذب الاهتمام نحو ممارسة الرياضة وتوفير مصادر رئيسية لتنمية موارد المؤسسات الرياضية خاصة أننا مقبلون على عالم التخصيص قريباً للأندية السعودية التي تحتاج لتوثيق شعاراتها كعلامات تجارية تدر عليها الكثير من المداخيل المالية. ويكون ذلك من خلال تسويق حقوق الدعاية والإعلان للأندية والتوقيع مع الشركات الراعية لرعاية الأندية في البطولات المحلية والدولية بمردود مادي مقابل وضع شعار الشركة الراعية.


ويعتبر التسويق التلفزيوني للأندية من أهم الموارد المالية حيث تبيع الأندية حقوق النقل التلفزيوني لمبارياتها الرسمية أو الودية بالتعاقد مع قناة أو مجموعة قنوات تقوم بتغطية المباريات أو التدريبات وجميع الأنشطة المتعلقة بالنادي مقابل عائد مالي.. وفي أوروبا تطور هذا الأمر كثيراً في الأندية الأوربية حيث انشأت محطات تلفزيونية خاصة بها كقناة الريال وقناة البارشا وقناة الميلان وقناة أجاكس أمستردام.. بل وتم إطلاق مجموعة تطبيقات رسمية تتيح للجماهير متابعة ما يدور خلف الكواليس عبر هواتفهم المحمولة وهي الخطوة الاستباقية التي قامت بها إدارات الهلال والنصر والاتحاد مؤخراً عبر إطلاق التطبيقات الرسمية لفريق كرة القدم.

وتقوم اتحادات كرة القدم وروابط دوري المحترفين بتسويق البطولات والمباريات للمنافسات الرسمية والودية بهدف زيادة العوائد المالية للأندية الأمر الذي يسمح للأندية بتسويق اللاعبين والاستفادة منهم فنياً ومالياً من خلال إعادة بيع عقودهم لأندية أخرى.. كما يجب أن يتم تسويق المنشآت الرياضية الضخمة والاستادات والملاعب الرياضية للتدريب واللعب والاستفادة منها من خلال تأجيرها لاستضافة لقاءات ودية عالمية وبالتالي تحقيق عوائد مالية إضافية لدعم الأنشطة الرياضية وتدعيم البنية التحتية لكرة القدم تحديداً.. وللأسف فإن الاحتراف يسير ببطء شديد في السعودية والأندية لم تخصص أصلاً.. وإن كنا نتأمل أن يعالج المشروع الوطني لتخصيص الأندية هذه المشكلات في المستقبل القريب بعد أن تتحول الأندية إلى شركات ذات أسهم كما تقتضي لوائح فيفا الإجبارية لذلك وعندها فقط بإمكاننا أن نتحدث عن وجود تسويق رياضي حقيقي بعد أن تتحول هذه إلى كيانات اقتصادية تهتم بالتسويق الرياضي الكفيل بإنجاح أهدافها ومشروعاتها الفنية والاقتصادية.

مباراتا الأهلي وبرشلونة برعاية القطرية وكذلك الاحتفالية التسعينية للعميد بين الاتحاد وأتلتيكو مدريد هي بداية جادة للتسويق الرياضي للعلامة التجارية والتي يجب أن تحذو جميع الأندية حذوها لرفع القيمة التسويقية لشعارات الأندية وجذب الرعاة من خارج حدود الوطن تمهيداً لتجهيز المشروع الوطني الكبير عبر تخصيص الأندية وتحويلها لشركات تعتمد على إدارة ودعم مشاريعها ذاتياً دون الحاجة لأي دعم حكومي.. وقد بدأنا نلمس الاهتمام الجماهيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل ملحوظ بما يخدم الأهداف الاستثمارية لتدعيم العلامة التجارية.. وما يحدث من (قفشات) وممازحات بين جماهير الاتحاد والأهلي وتحديات بالفوز أو الخسارة بنتيجة أقل من (5ـ3) وكأنها مباراة ودية أخرى بين فريقي أهليـــ(شونة) Vs إتيـــ(ليتكو).