|


د. حافظ المدلج
وداع نور
2016-12-21

الأسطورة "مارادونا" سقط في فخ المنشطات بكأس العالم 1994 وصدر بحقه قرار إيقاف لعامين كانت نهاية أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم برأي غالبية عشاق اللعبة الجميلة، حينها ودّع المستطيل الأخضر لاعباً ولكنه عاد إليه مدرباً لم يحقق الكثير من النجاح رغم الفرص التي منحت له على مستوى المنتخب الأرجنتيني وعدد من الأندية، حتى اقتنع بالابتعاد عن عالم التدريب والتفرغ للاستشارات أحياناً والتحليل أحياناً أخرى مع الإقامة الدائمة في مدينة الأحلام "دبي"، ولكن العالم لا يزال يحترم هذا النجم والجماهير تتذكر إنجازاته وأهدافه وقدرته الخارقة على تحقيق الانتصارات التي جعلت الجميع يتحدث عن إيجابياته ويتناسى سلبياته.

 

الأسطورة "زيدان" نطح مدافعاً إيطالياً لا أريد أن أكتب اسمه لأنني غاضب منه حتى اليوم لاستفزازه للنجم الذي كاد أن يحقق كأس العالم للمرة الثانية ليزاحم "مارادونا" على عرش الزعامة، إلا أن تلك النطحة الشهيرة تسببت في طرده من المحفل الكبير في نهائي كأس العالم 2006 فكانت نهايته كلاعب في أسوأ سيناريو لا تتمناه لعدوك اللدود، ولكن الاتحاد الدولي توّجه بجائزة أفضل لاعب تلك البطولة واستمر يتمتع باحترام الجماهير والنقاد، وهو اليوم يقود "ريال مدريد" من لقب لآخر كأحد أفضل المدربين بالعالم في عامه الأول في تدريب الفريق الأول، ولم نعد نسمع إلا إنجازات الأسطورة وتناسينا نطحته المشهورة.

 

الأسطورة "محمد نور" صدر بحقه قرار من محكمة الكاس يؤيد استئناف الاتحاد الدولي بثبوت وجود مادة محظورة في جسم اللاعب تم بموجبها إيقافه أربعة أعوام، وبذلك تنتهي مسيرته في المستطيل الأخضر كلاعب، وعلينا أن نتعامل معه كأسطورة ونتحدث عن منجزاته كلاعب ومواقفه كإنسان ونتذكر أهدافه وصولاته وجولاته لنؤكد للعالم أننا لا نختلف عن غيرنا في التعامل مع الأساطير بإنسانية تمنحهم حقوقهم وتقرّ بالخطأ الذي تمت معاقبتهم عليه، دون الإيغال في التركيز على الخاتمة السوداء لسيرة ناصعة البياض تم تسطيرها بحروف الذهب والمجد وصعود المنصات.

 

 

تغريدة tweet

 

ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن "ثقافة التعامل مع الأساطير" ولن تكون الأخيرة، فمن المخجل أن يكون لدى الغرب ثقافة "الولاء والوفاء" بينما نحن العرب نستبدلها بثقافة "الجفاء والإقصاء"، فأبواب الأندية الأوروبية ما زالت تفتح على مصراعيها لأي نجم قدّم الكثير لشعار النادي، فنراهم في المنصات يجلسون في أفضل الأماكن بينما نجوم العرب لا يجدون من يمنحهم الاهتمام بعد توديع المستطيل الأخضر، فنفجع كل يوم بقصة نجم كان ملء السمع والبصر فأصبح أسير الفقر والعوز والحرمان والنكران، وعلى منصات الوفاء نلتقي.