|


وحيد بغدادي
الاتحاد (غير) !! مع .. حاتم (الخير)
2016-12-25

عندما أعلنت الهيئة العامة للرياضة تكليف (الراحل) أحمد مسعود رئيساً لنادي الاتحاد بعد أن قام بتقديم الشيك المصدق بقيمة 30 مليون ريال، وقرَّر الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لهيئة الرياضة تكليفه لمدة عام اعتباراً من الأربعاء 17 رمضان 1437 الموافق 22 يوليو 2016، لم يكن أكثر المتفائلين بالوسط الرياضي في ذلك الوقت يتوقع أن (العميد) المغرق بالديون والمثقل عاتقه بالهموم سينفض غبار تلك السنين ليعود بطلاً متصدراً للمشهد الرياضي من جديد!! .

 

 

وعندما وعد رئيس نادي الاتحاد أحمد مسعود (رحمه الله) جمهور العميد بأنه يحق لسقف طموحاتهم وأمنياتهم أن يرتفع ليبلغ هذا الموسم عنان السماء.. لم يصدق البعض ما يقول، بل إن البعض بدأ يهمز ويلمز ويحاول التقليل من ذلك الوعد جاهداً لإحباط الجماهير الاتحادية.. ولم تمض 71 يوماً على تولي الفقيد الراحل (أبو عمر) منصب رئاسة الاتحاد إلا ويسبق القدر جميع الأمنيات ليتلقى الوسط الرياضي خبراً حزيناً بوفاته أثناء تواجده في مقر إقامة معسكر الفريق الأول لكرة القدم في تركيا.. وظن البعض أن الأول من سبتمبر 2016 سيكون بداية أزمة حقيقية داخل معقل النمور وأن المصائب ستتوالى على النادي التسعيني الوقور بعد أن ظهرت بوادر الاستقرار بوضوح داخل البيت الاتحادي الذي عانى ولسنوات عديدة من عدة أزمات كبيرة وضائقة مالية خانقة. 

 

 

الحزن رافق الجميع على رحيل (المؤسس الجديد) لاستقرار الاتحاد، وظن البعض أن التراجع قادم لا محالة، وأن الأزمات ستتوالى وستتزايد.. ولكن!!

 

من عمل مع الراحل عن قرب وراقب العمل المؤسساتي الكبير الذي رافق تلك الفترة والتنظيم الإداري الرائع وتوزيع المسؤوليات داخل المنظومة الإدارية كان يؤمن يقيناً أن فريق العمل (وهم من اختارهم أبو عمر بعناية ليرافقوه في مسيرته) قادرون بإذن الله على المضي قدماً بالنادي لبر الأمان وهذا ما حدث تحديداً.. فقد تم تكليف (أبو محمود) المهندس الرائع والخلوق (حاتم باعشن) ليكمل الفترة المتبقية من رئاسة أحمد مسعود وبرفقته عمر مسعود نجل الراحل، ليكملا ما بدأه وبالفعل وكما توقع البعض بدأت بعض المشكلات بالظهور، فما أن يتم إغلاق ملف أو قضية إلا وتظهر بالأفق قضية أخرى تؤرق الجميع من جماهير وإعلام.. وكانت قضية خصم الثلاث نقاط الأخيرة أكبر مثال على مثالية وواقعية تعامل الإدارة مع مثل هذه القضايا .. ولكن الحكمة والصمت والتروي وعدم إلقاء اللوم على الآخرين هو المنهج والديدن والطريقة التي نهجتها الإدارة ولا تزال في حل القضايا.. فلا يهم من هو المتسبب بقدر أهمية الحفاظ على مكتسبات النادي.. والأجمل هو إبعاد اللاعبين عن كل هذه القضايا وتحفيزهم للتركيز داخل الميدان.. في إحدى المقابلات بين رئيس النادي واللاعبين ذكر لهم بالحرف الواحد: "أن المجهود داخل الملعب عليهم.. وجميع ما هو خارجه على الإدارة" هي من تتكفل به.. وبذلك تم عزل اللاعبين عن أي ضغوطات فأصبح النمور يلتهمون القاصي والداني ويحصدون النقاط ثلاثاً تلو أخرى (ما شاء الله) حتى تصدروا دوري جميل مخالفين كل التوقعات لجميع النقاد والمحللين الذين استبعدوا الفريق من المنافسة هذا العام.. وبات الاتحاد رقماً صعباً في المنافسات المحلية هذا العام.. حتى وإن لم يحقق الفريق أي بطولة هذا العام فيكفي جماهيره فخراً عودة فريقهم منافساً شرساً وقوياً في جميع المنافسات، وبالفعل يحق لهم التغني وبكل فخر: الاتحاد (غير) !! مع.. حاتم (الخير).