|


سعد المهدي
هل هناك أندية استثناء؟
2016-12-27

مسؤول في اتحاد الكرة أكد للشقيقة صحيفة الشرق الأوسط في حديث (نشرته الإثنين الماضي)، أن نحو 20 قضية خارجية على طاولة (فيفا) ومحكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) ضد أندية سعودية لم تدفع مستحقات لاعبين أجانب ومدربين وأندية ووكلاء لاعبين، وأن هذه القضايا في حال تم الحكم فيها فإن الأندية السعودية ستكون مهددة في المستقبل في منافساتها المحلية والدولية (انتهى كلام المصدر). 

 

السؤال: ما هي تلك الأندية؟ وهل تعلم بهذه القضايا وما وصلت إليه من إجراءات وما يمكن أن يترتب على ذلك؟ والسؤال أيضا: من يحق له طلب إفصاح اتحاد الكرة عنها للرأي العام الذي عادة هو القاسم المشترك في مثل هذه القضايا يؤثر ويتأثر بقدر ماتصله من معلومات، ويظلم بالفتحة ويظلم بالضمة كل ما كان من أطراف القضية من نوعية الكائنات الرخوية تلك التي لاتحسن الإمساك بها ولا تستطيع هي الإفلات.

 

كل مسؤول ناد أو إعلامي يجيب عن سؤال متى سيتخلص النادي من الديون أو هل أنهى القضايا المرفوعة عليه في الداخل أو الخارج، أو لماذا لم يتم تسليم رواتب اللاعبين أو المدربين المتأخرة؟ أي سؤال مثل هذا جوابه: كل الأندية مديونة وكل الأندية لديها متأخرات، هذا الجواب الذي يشبه الهروب للأمام يتم استحسانه من الجماهير ويضطر السائل أن يبتلع سؤاله ويبحث عن موضوع آخر، بينما الجهبذ المجيب يرى أنه أفحم صاحب السؤال الخبيث في نظره لأنه كان يريد أن يحرجه أو يورطه.

 

لكن الجميع يعلم أن الأمر لاينتهي عند ذلك إذ إن ملف القضية في الأخير يخرج  لسانه للجميع ممهورا بقرار العقوبة أو ما يجبر النادي بأن يدفع ما عليه، إلا أن اللافت أنه أيضا قبل وأثناء وحتى بعد ذلك لا أحد يريد أن يحمل النادي المسؤولية ويتسابق الجميع جماهير وإعلام ومسؤولون في كيل الاتهامات لأطراف أخرى بعضها خارج الدائرة تماما أو لقوى خفية لايعلمها حتى من يتحدث عنها، ولايريد أن يعلم عنها شيئا، حيث يفضل أن تكون هكذا لرغبته في تصديق المزيد مما يشبع حاجته في أنه مظلوم يتم التآمر عليه.

 

لماذا يتجاهلون السؤال الذي تم الهروب منه قبل أشهر أو أسابيع وينكرون أنهم كانوا سعداء عندما كذب عليهم مسؤول النادي بإجابته المخادعة؟ هل لأنهم فضلوا حالة الانتصار الوهمي على من يعتقدون أنهم يفتعلون المشاكل لناديهم وهم الآن أيضا لا يريدون الاستيقاظ ويفضلون عيش وهم المؤامرة والمظلومية؟ ربما إذ إن تعليق أزماتك على بندي (المؤامرة والمظلومية).. هاتان الحالتان هما الشيء الوحيد الذي لاتدفع مالا لشرائه هذا صحيح لكن عادة تكون كلفته في النهاية باهظة وباهظة جدا.

 

خصم النقاط بقرارات محلية أو دولية، طالت أندية الرياض(ست نقاط) لعدم سداده مستحقات محترفه البرازيلي حرمته من الصعود، والوحدة والتعاون (ست نقاط لكل منهما) تسببت في هبوط الوحدة وحرمت التعاون من الانضمام لفرق النخبة في مسابقة خادم الحرمين للأندية الأبطال، وقضية تلاعب بالنتائج أسقطت المجزل النادي المتوج على رأس أندية الدرجة الأولى حرمته من الصعود للممتاز وأعادته إلى دوري أندية الدرجة الثانية، في عالم كرة القدم قصص كثيرة لأندية كبيرة، ولاعبين مشاهير لم يسلموا من العقوبات... إذاً: هل يعتقد البعض أن أنديتهم أو نجومهم استثناء أو يمكن  استثناؤهم ليصبحوا خارج  طائلة المساءلة أو العقاب؟