أبدع الزميل "إبراهيم بكري" حين كتب قبل أيام عن "المنتفعين من الانتخابات"، فقد وضع يده على بعض الجراح فزاد الألم وارتفع الصراخ ولكننا في زمن "لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي"، ولذلك أكتب اليوم عن "الأمانة" في إعطاء الصوت بعد حضور العديد من الانتخابات على المستويات المحلية والإقليمية والقارية والدولية مع معايشة المخاض الذي يصاحب عملية الاقتراع وما يسبقها من تحالفات وتربيطات لجمع أكبر عدد من الأصوات.
من يملك الصوت يتأثر بالمصلحة التي تحدد مصير صوته فيتخذ القرار الصحيح إذا قدّم المصلحة العامة على الخاصة، وهو أمر لا يمكن قياسه للأسف الشديد، ولكننا نعرف أن كثيراً من المصوتين في جميع أنواع الانتخابات يمنحون الصوت بما يحقق مصالحهم الخاصة سواء كانت مادية أو معنوية، ولذلك لا تكون نتائج الانتخابات عادلة ولا يجلب الصندوق أفضل المرشحين في حالات كثيرة، ولذلك أكتب اليوم عن أمانة الصوت التي أتمنى استشعارها.
لقد قام المرشحون بشرح برنامجهم الانتخابي للناخبين مع شرح مفصل لسيرتهم الذاتية لإقناع الناخبين بالتصويت لهم، وسيصل كل مرشح لقناعة بنسبة تحقيق كل مرشح للمصلحة العامة للكرة السعودية، وكذلك نسبة تحقيقه للمصلحة الخاصة لذلك الناخب، وهنا يبرز السؤال الهام: لأي المصلحتين سيصوّت الناخب؟ ويمكنني الجزم بأن مستقبل كرة القدم السعودية يرتبط بالإجابة على هذا السؤال، فإن تم تغليب المصلحة العامة، فسيعتلي الكرسي من يحقق مصالح الكرة السعودية بشكل عام ويقف على مسافة واحدة مع جميع الأندية، بينما تقديم المصالح الخاصة للناخبين يعني وصول الرئيس الذي سيكافئ من أوصله للكرسي على حساب الصالح العام، ولذلك أناشد أعضاء الجمعية العمومية تحري "الأمانة" التي عرضها الله سبحانه وتعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، من ثقلها، وعظم شأنها، فحملها الإنسان الجاهل الظالم لنفسه، وأملي كبير بأن هذه الانتخابات ستفرز لنا الأفضل والأجدر، وسنشكر حينها الناخبين الذين منحونا مجلس إدارة قوي يساهم في تطوّر الكرة السعودية بإذن الله.
تغريدة tweet:
من المضحكات المبكيات أن ناخباً "ما" في انتخابات "ما" طلب من أحد المرشحين مبلغاً مالياً مقابل منحه الصوت الغالي، فسأله المرشح: وكيف أضمن أنك ستمنحني صوتك مقابل المبلغ؟ فكان الجواب: سأحلف لك على المصحف أنني سأمنحك صوتي مقابل مالك، فهل أضحك على المرتشي الذي يطلب من الراشي تصديق حلفه، أم أبكي على المصحف الذي أصبح البعض يحمله معه لا ليقرأه ويهتدي بهداه ولكن ليحلف عليه للخروج من أي مأزق.. وعلى منصات الأمانة نلتقي،،