لا تسمح المعلومات المتوافرة في قضية حسم الاتحاد الدولي لكرة القدم ثلاث نقاط من فريق الاتحاد بأن تحمل المسؤولية لأي من الطرفين المتهمين حالياً وهما اتحاد اللعبة والاتحاد النادي، فالغموض يلف تطورات القضية ومخاطبات محكمة الكاس وأين اختفت في أدراج ذلك الطرف أم ذاك ومن المتسبب في اختفائها، إضافة إلى التعاطي الإعلامي للطرفين مع القضية بدءاً من الاتفاق المريب لتأجيل إعلان قرار "فيفا" حتى فراغ الفريق الاتحادي من مواجهة الفتح، وما تلا ذلك من بيانات لم تشبع رغبة المهتمين في الفهم ولم تحمل أي شخص المسؤولية لما حدث للنادي التسعيني.
أسوق كل ذلك لكيلا أنجرف خلف المشجعين من إعلاميين وجماهير والذين تسابقوا في كيل الاتهامات وتحميل طرف لكافة المسؤولية والدفاع عن الطرف الآخر حتى إن الكثير منهم أدخل أندية أخرى في هذه القضية واتهم "فيفا" واتحاد القدم بتنفيذ هذا القرار من أجل عيونها. ولكن ما أريد الحديث عنه هنا أن نستفيد من كل هذا اللغط الحاصل خاصة من المتنافسين الأربعة على رئاسة اتحاد القدم وذلك بإنشاء لجنة في اتحاد القدم المقبل مهمتها متابعة قضايا الأندية السعودية في "فيفا" منذ بدايتها حتى نهايتها، وإطلاع المهتمين من وسائل إعلامية وجماهير بكافة التفاصيل حتى نتلافى ما حدث في هذه القضية من حسم نقاط وعقوبات كبرى على أندية سعودية ونمنع المشجعين من الإعلاميين والجماهير من تأجيج الشارع الرياضي وكيل التهم لمنسوبي الوسط الرياضي دون تحقق أو تثبت.
قد يعترض البعض على تشكيل مثل هذه اللجنة وأن بها تحميلاً لاتحاد القدم لمشكلات الأندية وعدم قدرتها على التعامل مع مثل هذه القضايا السهلة ولكن لنعتبر ذلك من باب خصوصية مجتمعنا التي تحججنا بها في كثير من المناسبات وبررنا بها كثيراً من الأخطاء، فمجتمعنا الرياضي سواء على مستوى اتحاد اللعبة أو الأندية يسير بعشوائية وفوضى ولا سيما على صعيد إدارات الأندية التي ترحل دائماً مخلفة وراءها الكثير من الديون والقضايا دون أن يحاسبها أحد. فالوضع الحالي للأندية والذي يمنح رئيس النادي فعل كل شيء وأي شيء بقرار انفرادي مع ضمان رحيله في أي وقت دون محاسبة يتطلب وجود مثل هذه اللجنة، على الأقل لنحفظ للكيانات الرياضية وأنصارها حقوقها ونمنع عنها عقوبات خارجية ودولية لأسباب تافهة ومبالغ لا تستحق كما حدث لهذا الفريق العريق.
ولتأكيد أهمية مثل هذه اللجنة وضرورة وجودها في اتحاد القدم الجديد وتفعيلها ومنحها الحرية في التعاطي مع وسائل الإعلام والجماهير لننظر كم من إدارة اتحادية مرت على هذه القضية وتعاطت معها وكم من مسؤول في اتحاد القدم تغير وسط سير القضية حتى ضاع دمها بين القبائل ووضع كل من خاض فيها موضع اتهام ومسؤولية.