|


حمد الراشد
اتحاد الروح .. وروح الاتحاد
2016-12-31

الله يا اتحاد .. يا صانع الأمجاد.. يا زارع الفرح في قلوب الملايين وراسم البهجة في أحداق عشاقك .. يتزامن احتفالك بعيدك التسعين مع ولادة فريق جديد انتظرته الجماهير الاتحادية طويلاً.. منذ بداية الموسم وحتى موقعة الأهلي الأخيرة وقطف بطاقة التأهل لنهائي أولى بطولات الموسم. فريق حاز الإعجاب وسكن الألباب.. يزرع الفرح في المدرجات ويكتب القصائد في المباريات.. اتحاد مسعود.. اتحاد باعشن واتحاد سييرا.. اتحاد المولد والأنصاري وكهربا وبيلانويفا وعكايشي.. اتحاد الروح.. وروح الاتحاد.. هذا الفريق بطقوسه واحتفالاته وتجلياته الفنية بات نجم الموسم بغض النظر عن نتائجه وحظوظه في الفوز بالألقاب.. أصبح اتحاد الروح الفريق الذي يهدي المتعة والبهجة في كل مباراة يخوضها لكل جماهير الأندية.. ولكل محب للفن الكروي الأصيل بغض النظر عن ميوله وانتمائه فما يقدمه خماسي الرعب والمتعة والدهشة الفهدان وكهربا وعكايشي وبيلانويفا.. نسخة مصغرة من رباعي برشلونة الأسطوري ميسي، نيمار، سواريز وإنييستا.. مع فارق الإمكانات الفنية.. لكن الملامح ذاتها.. النكهة ذاتها.. السحر بعينه.. هذا يصنع وذاك يسجل.. هذا يرسم وذاك يوقع في تناسق هارموني جميل، إرجعوا للمباريات الأخيرة، أعيدوا شريط صناعة وتسجيل الأهداف.. عكايشي.. مولد.. أنصاري.. نويفا.. كهربا.. مع الاحتفالية الخاصة بطريقة التسجيل وتنوعها.. كل هذا جعل الجمهور يترقب كل مباراة للاتحاد.. لا انتظاراً  لنتيجتها، بل للاستمتاع بسيمفونية اللعب والأداء الجميل وطريقة صناعة وتسجيل الأهداف والاحتفال بها.. وهذا ما يميز الاتحاد عن غيره من الفرق هذا الموسم بغض النظر عن المحصلة النهائية للمنافسة على الألقاب.. قد يظفر بإحداها أو جميعها، وقد يخرج خالي الوفاض. لكنه في المطلق أصبح الفريق الوحيد الذي يملك سر المهنة.. خلطة سحرية فيها الفن والإبداع والإمتاع.. فيها الإثارة والتشويق وكل ألوان الدراما.. والسؤال هنا ما الذي ساهم في صناعة هذا الفريق المدهش.. الذي احتفل مساء أمس بعيد ميلاد العميد التسعين.. في ليلة من ليالي العمر التي لا تنسى.. عوامل مثيرة ساهمت أهمها دقة اختيار سييرا والمحترفين، إدارة أحمد مسعود يرحمه الله والمهندس حاتم الذي أكد أن أباعمر لم يمت.. لازال حيا فهو امتداد له في كل شيء فكراً وسلوكاً ومنهجاً.. الإدارة الاتحادية بصدقها واحترافيتها هي التي زرعت روح الأسرة الواحدة في قلوب اللاعبين رغم كل المصاعب والعقبات.. ما يحققه صدق التعامل مع اللاعبين تعجز عن تحقيقه الوعود الزائفة.. نجاح سييرا في صناعة فريق يلعب كرة قدم حقيقية، يعرف كيف يحرق شباك الخصوم فصنع أقوى هجوم في الدوري ويعرف كيف يحافظ على مكاسبه رغم نقص الإمكانات في خطوطه الخلفية.. مدرب أعاد اكتشاف معظم اللاعبين وتفجير طاقاتهم الإبداعية.. ونجوم سوبر ستار طوعوا إمكاناتهم لخدمة الفريق.. قصائد سقراط.. ووشوشة كهربا ولسعات عكايشي وسحر المولد وجنون نويفا.. ومن خلفهم الحارس الأمين عساف والصخرة عسيري والجنرال عدنان.. يقود هذا الفريق المبهر جمهور عاشق ملهم فاكتملت المنظومة الإبداعية الاتحادية هذا الموسم إدارة مُحبة مخلصة صادقة ومدرب حاذق.. ونجوم من طراز رفيع وجمهور لا مثيل له ومن قبل ومن بعد "روح الاتحاد".. وفيها ومنها كل أسرار الإبداع وبيت القصيد.. وكل حكايات الزمن الجميل.