كانت الساعات الماضية شاهداً على انتهاء عهد قديم لاتحاد كرة القدم السعودي.. وابتداء عصر جديد أراد الرئيس عزت تسميته "عهد ذهبي جديد" كشعار لمرحلة قادمة وعد بها.. في عملية انتخابية امتلأت بالدروس والعبر.. إلا أن اللافت للنظر والمثير للانتباه أكثر لم يكن اللحظات الأخيرة وما حملته جولات الانتخابات من تنافس وأعصاب انشدت وانفكت برتم متسارع وهي ترقب أرقام الناخبين تتوزع بين هذا المرشح وذاك.. لم تكن العملية الانتخابية في مشهدها الأخير أكثر دهشة مما سبقها من أحداث وممارسات وخطوات وتحركات جمعت الكثير من علامات الاستفهام.. وكل علامات التعجب!. أجزم بأن المتابع للعملية الانتخابية حظي بفرصة التعرف عن قرب على كثير من النماذج والممارسات الإيجابية والأخرى السلبية للأسف.. وحتى أكون منصفاً أكثر فإن تلك التجربة شهدت احتراماً بين المرشحين الكرام لذلك المنصب إذ قدموا لنا أمثلة رائعة في كيفية احترام المنافس منذ اللحظات الأولى لتقديم ملفات الترشح وحتى بعد إعلان فوز عادل عزت بمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
إلا أن الصراحة تجبرني على أن أشير وبكل ألم إلى تلك الممارسات والتحركات غير المسؤولة من قبل الكثيرين من منسوبي العمل أو الإعلام الرياضي على حد سواء.. ممارسات وتصرفات صاحبت العملية الانتخابية منذ أشهر افتقدت خلالها للحد الأدنى من احترام الآخرين.. واحترام روح التنافس الشريف.. وأصبحت معها رغبة البعض في فوز مرشحهم مبرراً لهم للدخول في الذمم.. والإساءة لعباد الله في غياب تام لرادع ذاتي أو نظامي يوقفهم عند ذلك الحد من نزيف الأخلاق والقيم! واستمرت تلك الدروس والعبر في التجربة الانتخابية متأرجحة بين النضج في التعامل وتلف الأخلاقيات.. حتى وصلت تلك الدروس إلى ذروة جمالها واحترافيتها وحكمتها في المشهد الختامي الذي شهد ذلك القرار التاريخي من الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، الذي أكد خلاله حجب أصوات اللجنة الأولمبية العربية السعودية بسبب اقتناعهم بملفات المرشحين بنفس القدر من الثقة في موقف شجاع وحكيم لا يقوم به إلا الكبار وناشدو النزاهة والعدالة.
والسؤال الأهم بعد انتهاء الانتخابات.. هل ستستمر الأصوات الإعلامية المسيئة خنجراً في خاصرة تقدم رياضتنا ورقيها أم أن هناك من سيستطيع إيقاف ذلك التطاول العلني والحرب الاستباقية على منظمة عمل لم تبدأ عملها بعد؟!.
وبعيداً عن اسم الفائز بمنصب اتحاد كرة القدم القادم.. فلدي قناعة مسبقة بأن أياً من الفرسان الأربعة المتنافسين على كرسي الرئاسة لن يجد صعوبة في أن تكون فترته أكثر وضوحاً ونقاءً من سابقتها إذ لا يمكن أن يصل سوء العمل الرياضي لمثل ما وصل له اتحاد الكرة السابق!.
أحبتي.. خالد بن معمر وسلمان المالك ونجيب أبو عظمة.. خضتم تجربة جميلة استفدنا منها قبلكم.. وطنكم يتشرف بخدماتكم في مواقع كثيرة.. فأمثالكم يثرون أي مجال يعملون فيه لما تملكونه من منطق ورقي. وقبل الختام.. أسأل الله أن يمنح عادل عزت وأعوانه كل مفاتيح النجاح والتوفيق.. ليقدموا العمل الذي يرضيه سبحانه قبل خلقه. دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.