|


محمد الناصر
(العادلان والمهمة الصعبة)!
2017-01-03

عرس انتخابي جميل، وأجواء تنافسية مثيرة وندية مستمرة عشناها خلال ثلاث جولات متتالية من التصويت لانتخاب رئيس اتحاد الكرة الجديد، قبل أن يحسمها عزت في الجولة الأخيرة.

 

خرج أبوعظمة بصوت واحد من الجولة الأولى التي كان يتفوق فيها ابن معمر على المالك، ويتأخر الاثنان عن عزت.

 

لتأتي الجولة الثانية دراماتيكية تصدرها عزت، وأقصى المالك خلالها ابن معمر الذي كان يتقدم عليه بعدد الأصوات في الجولة السابقة.

 

لتكون الجولة الثالثة حاسمة بشكل قاطع لعزت بفارق كبير عن منافسه المالك الذي صرح بعد هزيمته بتصريح تاريخي مليء بالفروسية، لا يجيده إلا الكبار، بارك فيه للرئيس المنتخب، وذكر أنه وفريق عمله تحت رهن الإشارة لخدمة رياضة الوطن في أي موقع تحتاجه.

 

تلك الفروسية والشجاعة الأدبية التي تحلى بها سلمان المالك افتقدها تماماً المعسكر الإعلامي المؤيد له، والذي راح يلطم ويشكك ويقدح بنتائج الانتخابات، رغم أن ذات المعسكر كان قد أشاد بحجب اللجنة الأولمبية لأصواتها، والتي كان من المتوقع ذهابها لعزت، واعتبرها مؤشر نزاهة  رغم أني أراها خطوة غير احترافية وتؤسس لعمل مرتبك يستجيب للضغوطات، فأصوات اللجنة الأولمبية هي التي حسمت التصويت لصالح عيد في الفترة الرئاسية الأولى للاتحاد.

 

المعسكر الإعلامي الداعم للمالك تحولوا ليكونوا (مالكيين) أكثر من المالك نفسه، الذي بارك ولم يقدح أو يشكك رغم أن تصريحه كان بعد دقائق فقط من إعلان النتائج، الأمر الدي كان مثار إعجاب كل متابع بأخلاقيات وفروسية الرجل.

 

الآن طويت صفحة الانتخابات وترجل (الأحمدان) عيد والخميس، ليخلفهما (العادلان) عزت والبطي في مهمة شاقة وصعبة لإصلاح الكثير من الخلل الذي اعترى اتحاد عيد ولجانه، وخاصة أننا مقبلون على (التخصيص) والتي أرى أن عادل عزت هو الأنسب لها وللفترة المقبلة كونه ابن القطاع الخاص، ويملك "سي في" (عملي تنفيذي) سيساعده على النجاح متى ما وظفه بشكل مناسب، وعمل على تحقيق العدالة وتطبيق النظام والوقوف على مسافة واحدة من الجميع خاصة في ظل عدم وجود خلفية (ملونة) أو انتماء متعصب يشوب تاريخ الرجل.

 

كما أن الفوز الساحق الذي حققه نائبه ياسر المسحل يعطي مؤشراً ودلالة واضحة على الثقة التي يحظى بها، وشهادة تزكية له على فترة عمله السابقة، وهو ذات الأمر الذي تكرر مع البرقان والمقرن.

 

خالص الدعوات وجميل الأمنيات لهذا الاتحاد أن يحقق المأمول، ويستعيد ثقة الجماهير، وأن يتخطى مشاكل اللجان وآليات العمل لما هو أبعد من ذلك، ورسم سياسة مستقبلية تحافظ على سابق مكتسباتها، وتضمن مستقبلاً أجمل لرياضة الوطن.