|


وحيد بغدادي
نظام (أبشر).. والــ(TMS)
2017-01-03

من القصص الشهيرة في كتاب (كليلة ودمنة) لابن المقفع.. قصة ذلك الغراب الذي حاول أن يقلد مشية الحمامة ففشل.. ثم حاول أن يقلد مشية الطاووس ففشل.. وحينما اقتنع بفشله في تقليدهما حاول أن يعود إلى مشيته الأصلية فلم يستطيع لأنه نسيها.. فصار يتعثر كلما حاول المشي.. ولذلك نرى أن الغراب يقفز كلما أراد المشي.. فلقد أضاع الغراب مشيته الأصلية ولم يستطع أن يقلد مشية الحمامة أو الطاووس.. هذه القصة ليست مجرد قصة من الخيال !! إنما هي قصة تحكي واقعاً مريراً للأسف.. فعندما نحاول تطبيق بعض الأنظمة في حياتنا اليومية لمحاكاة التطور المحيط بنا ولكن بشكل خاطئ فإن ذلك تحديداً ما سيحدث خصوصاً مع الأنظمة الإلكترونية.. وبدلاً من تحقيق خدمة أفضل فإن العكس هو الصحيح، وتصبح هذه الأنظمة عبئاً ثقيلاً يرهق مستخدميها نتيجة جهل بعض من يشرفون على آلية تطبيق النظام، أو عدم رغبتهم في معالجة الأخطاء وتطوير تلك الأنظمة والآليات المتبعة بالرجوع لملاحظات ومقترحات المستخدم الرئيسي. 

 

 

قبل سنوات تفاءلنا كثيراً بتطبيق الحوكمة الإلكترونية، وكانت البدايات عن طريق تطبيق نظام (أبشر) للخدمة الإلكترونية، وكانت جميع المؤشرات تشير إلى نقله نوعية لا مثيل لها في المنطقة.. وشهدنا بالفعل نقلة كبيرة في التعاملات الإلكترونية خصوصاً مع الإدارة العامة للجوازات.. ولكن!! يبدو أن بعض الإدارات مازالت بعيدة كل البعد عن مواكبة هذا التطور.. وهذا ما يحدث مع الإدارة العامة للمرور.. قبل ثلاثة أسابيع تقدمت بطلب تجديد (رخصة القيادة) عبر أبشر وتم استلام رسالة تفيد باستلام مبلغ السداد.. وفيما بعد تم استلامي لرقم (سداد) البريد السعودي الخاصة برسوم (واصل)، وبعد تأكيد استلام المبلغ مرت الأيام والأسابيع ولم تصل البطاقة.. وبالمتابعة مع مراكز الدعم هنا وهناك (بدون فائدة) والتي أثبتت وجود ضعف في مراكز (خدمة العملاء) وحاجة ماسة إلى تطويرها.. تمت الإفادة أخيراً بوجود خطأ في النظام نتج عنه عدم طباعة الرخصة وبالتالي ضرورة الذهاب لأقرب مكتب للمرور لطباعتها.. وكانت المفاجأة عند الذهاب بضرورة سداد مبلغ (100) ريال رسوم إصدار بدل فاقد.. والسؤال لماذا يتحمل صاحب الطلب تكاليف إضافية لخطأ ليس له أي ذنب فيه؟! ومن المتسبب عن هذا الخطأ، ولماذا لا يحاسب البريد السعودي (واصل) فيما إذا كان هناك خطأ من جانبهم عن تكرار حوادث تأخير المستندات والوثائق الرسمية بهذا الشكل؟!.

 

 

ما حدث في هذه القصة لا يختلف كثيراً عن أخطاء سابقة تحدث وستحدث دائماً خصوصاً عند استخدامنا وتعاملنا مع وسائل التقنية الحديثة.. وهو ما يحدث سنوياً من أخطاء عند التعاطي مع نظام إدارة انتقال اللاعبين (Transfer Management System)، أو ما يعرف بالــTMS، حيث سبق أن حدثت أخطاء كثيرة من عدة أندية أثناء تسجيل اللاعبين.. إضافة للأخطاء الناجمة عن توثيق عمليات سداد دفعات اللاعبين والتي نتج عنها عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA لناديي الاتحاد والشباب، حيث تم خصم ثلاث نقاط من الأول، وحرمان الثاني من التسجيل في الفترة الشتوية بسبب ملابسات تأخير الردود على المعاملات.. فهل أصبحنا نحاكي مشية الغراب، للدرجة التي فقدنا معها احترافية التعامل مع الأنظمة الإلكترونية أو حتى المعاملات الورقية؟.. ويبدو أننا نحتاج إلى الكثير والكثير من الدورات التطويرية في جميع القطاعات للتوعية وتطوير أسلوب التواصل الإلكتروني، بما يتناسب مع هذه النقلة التقنية الكبيرة.