في شبكات التواصل، بعض الأحبّة إن غضبوا كتبوا: "إلغاء متابعة.. لأن ولأن.."، وأكتب هنا: يا أحبة القلب، هذه أمور يمكن لكم التهديد بها لمن هو أصغر مني سنّاً بكثير!.
أسأل الله سبحانه بعد حمده أن يديم علينا جميعاً الصحّة ما حيينا، لكن احسبوها معي، الإنسان بعد الخمسين، يعرف السنين جيداً، ويقرأ المشهد طال أم قصر، بعد سنوات، أو أقل، أفارقكم فلا أتابع أحداً، ولا يتابعني أحد، إلا بذنبٍ ارتكبته في حقه، أو دعاء، وهما خارج حسبة شبكات التواصل!.
ربما لو أتت هذه المواقع في مقتبل العمر، لحسبت حساب من يروح ومن يأتي، أما اليوم، فمن العبث تهديد رجل في مثل سنّي، بهذه الأمور، ومن الغباء وقلّة العقل أن ألتفت لها، إن ميزة ما بعد الخمسين هي التخفّف من كل هذه الأعباء، فمرحلة الخمسين مرحلة رائعة، ومبهجة، وفيها يجد الإنسان مبررات كافية، مريحة ومرِحة، للتخلّص من ترتيبات اجتماعية، ووجدانيّة أيضاً، واستبدالها بطفولته، وبملاحقة ظله في المراجيح، وليس في المرايا!.
ـ ويكتب لك أحدهم: "الموسيقى حرام يا..."، وما بعد الياء شتيمة!.
لن أناقش موضوع الموسيقى مع أحد، ويقيني أنها أجمل الفنون، لكني أكتب لمن أسأل الله أن يسامحه: الله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله وأكرم خلقه: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، هل تعلم من المُخاطَب، حسناً، هل تعلم من هم الذين يمكن لهم أن ينفضوا من حوله صلى الله عليه وسلّم، إنهم الصحابة!.
من هم أكرم مني بلا حصرٍ ولا عددٍ، يمكن لهم أن ينفضوا فيما لو كانت الكلمات قاسيةً، عمّن هو أكرم منك بلا عددٍ ولا حصر!.
ـ عندنا، تريد أن تقضي على شيء، أطرحه للنقاش!، لو لم يُطرح أمر السينما وقيادة المرأة للسيارة للنقاش، لما تعرقل أي منهما كل هذه السنين!.
عندنا كل أمر يُطرح للنقاش، مشكوك في سلامته، الفكر المنحاز للركود، والثبات، يقول لصاحبه أول ما يقول: لو لم يكن في الأمر شبهةٌ فلماذا طُرح للنقاش والحوار أصلاً؟!.
ـ أحب فريد الأطرش كثيراً، أستعيد صوته بمشاعر وأحاسيس وعاطفة جديدة، هو فريد فعلاً، ويبدو أنه ما كان يمكن له أن يكون فريداً لو لم يكن "أطرش"!.
آهٍ ما أكثر الزفّات التي فاتني أن أكون فيها أطرش، هذا ما يمكنني إعلان الندم عليه، والفرح بأنني صرت أعرفه معرفة جيدة، ويمكنني الاستفادة منه كثيراً!