للقارئ حقوق، وحقوق القارئ عشرة، بعضهم يزيد عليها، غير أن الاتفاق على الحقوق العشرة متواصل منذ إعلانه، لم أقرأ حتى الآن رفضاً لأي حق من هذه الحقوق، مجرّد ملاحظات، وكلّما التقيت بكاتب يناقش هذا الأمر، أجده موافقاً ومؤيّداً لدانيال بيناك وحقوق القارئ التي ضمّنها في كتابه "مثل رواية"، فما هي هذه الحقوق لقارئ الكتب؟!.
أولها: أن للقارئ الحق في عدم القراءة!، فالقراءة ليست تعليماً مدرسيّاً، ولا هي عقد تجاري، الحق الثاني : يحق للقارئ تجاوز الصفحات والقفز عليها!، النّطّ على الخطّ حق من حقوق القارئ!، هو حرّ، وهو يعرف ماذا يريد، وما الذي يتوجّب عليه فعله، إن شاء تأنّى وإن شاء تخطّى، ولا يحق لقارئ أن يُلزم قارئا آخر بقراءة زَلِقَة سريعة أو هادئة متريّثة!، ومسألة أنني لا أعتبر أصحاب القراءات المتعجّلة قرّاءً، أو عكسها، لا يجب أن تعني القرّاء شيئاً، فالقارئ هو من يمنح لنفسه الاعتبار، من أنا؟ ومن أنت لنحكم ونعتبر في هذا الشأن؟!.
الحق الثالث: للقارئ الحق في التوقف متى شاء وعدم إنهاء الكتاب!، فالكتاب "جليس" كما قال المتنبّي، وهو "خير جليس" ليس فقط لمتعته وفائدته ومساهماته في صقل المدارك وتوسعة الأفق، لكن أيضاً لأنه "جليس" طيّب، لا يغضب من تململك منه، ولا يستاء من إنهاء الجلسة أو إقفال الخط!، أظن أنه بين كلمتي صفحة وصفح صِلَة رَحِم!.
الحق الرابع: يحق للقارئ إعادة القراءة متى شاء!، ومن مميزات الكتاب العظيمة، أنك ومهما أعدت القراءة، فلن تجد سوى الكلمات نفسها، بالإيقاع نفسه، وهو مالا يمكن لأي حديث من أحاديث المشافهة ادّعاء ضمانه، تخيّل أن يطلب منك أحدهم أن تعيد عليه نفس ما قلته قبل ساعة، وما أن تنتهي منه حتى يطلب إعادته مرّة أخرى، في أفضل وأنبل وأعقل وأجمل حالاتك لن تقوى على الاحتفاظ بنبرة الصوت ذاتها!.
الحق الخامس هو: حق القارئ في قراءة أي شيء!، الكلام واضح يا جماعة الخير، يحق للقارئ قراءة أي شيء، الشرط الوحيد أن يكون هذا الـ "أيّ شيء" موجود في كتاب مطبوع أو مخطوط بهدف النشر، وكل محفورٍ على صخرٍ أو منقوش على جلد، أو غير ذلك مما له طبيعة الكتاب فهو كتاب!.
الحق السادس: الحق في البوفاريّة!، وهي باختصار العدوى المنقولة نصيّاً!، الودّ ودّي هنا أن أصرخ في وجه كثير من الكتّاب: الحق السادس هذا الذي تمارسونه ككتّاب هو حقّكم كقرّاء فقط، لكنكم "تستعبطون"!.
المساحة لم تعد تتّسع، سنختصر: الحق السابع: يحق للقارئ القراءة في أي مكان، الثامن: الحق في القطف، التاسع: الحق في القراءة بصوت مرتفع، العاشر: الحق في القراءة الصّامتة!.