|


عبدالله الحمد
"ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة"
2017-01-26

"ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة" أحد الأمثلة العربية العريقة سابقا، كان من عادة بعض العرب دعوة امرأة في المآتم لكي تهيج النساء المفجوعات، ويقصد بذلك البكاء المزيف المبالغ فيه الذي يجف سريعا "دموع التماسيح"، وأصبح بعدها يستعمل هذا المثل للشخص الذي ليس له من القسمة شيئ.

 

قضية حارس الشباب محمد العويس أخذت منحنيات واتهامات كثيرة وكبيرة جدا.. بطبيعة الحال بأمر لا يختلف عن العادة.. تأويلات وتحليلات من عدة إعلاميين.. بعضهم بالغوا في قضية المتصدر والاختراق بطريقة طفولية ومستفزة للقارئ، لا أعتقد لديهم هدفا غير كثرة "الريتويت" والمتابعة، ولو كان كثيرا من "الأخبار" التي تكتب من "الكيس"، في ذات القضية، شاهدنا على غير العادة تكاتفاً جديراً بالاهتمام بين الإعلاميين النصراويين والاتحاديين والأهلاويين، وما يزيدني دهشة أن تفاعل بعض إعلاميي النصر كان أكبر بكثير من تفاعل الإعلام صاحب القضية، لم يكن إعلام النصر صاحب وجهة نظر في القضية بل كان متبنيا للقضية بالكامل، وهذا يعود بطبيعة الحال كون الهلال طرفا مفاوضا للاعب.

 

لاشك أن تفاصيل القضية غامضة جزئيا، لكن الذي يتضح من خلال ما ظهر أن الأهلي اتفق مع اللاعب قبل أن يبدأ تفاوضه مع نادي الشباب.. وهذه أولى المخالفات، ثانيا أن الأهلي أخفى محمد العويس من المشهد خوفا من دخول الهلال للصفقة وكسبها، هذه الحالة الثانية من نوعها خلال فترة زمنية قصيرة، ففي قضية اللاعب عبدالعزيز الجبرين تكررت نفس القضية، يتحدث الجميع بأن الهلال يدخل بشخصيات مهمة للتفاوض وكأن الأندية المنافسة لا تحظى بدعم من شخصيات مهمة، الهلال كان ثابتا في قضية محمد العويس وعبدالعزيز الجبرين، وكلا الفريقين سواء الأهلي أو النصر لديهما شخصيات مهمة تستطيع التأثير أيضا على مسار اللاعب من إقناع وإغراء.

 

لو عدنا عودة بسيطة لتاريخ المفاوضات مع اللاعبين، لوجدنا غالبية الصفقات التي يكون فيها الهلال طرفا يكسبها باحترافية المفاوض وبمعرفة النظام، من غير البحث في الثغرات التي اعتادت عليها بعض الأندية، وتاريخيا الهلال لا يجبر اللاعبين على التوقيع معه، وادعوا الجميع لمشاهدة ماذا قال اللاعبون السابقون الذين لعبوا للهلال سواء معتزل أو انتقل سواء أجنبي أو سعودي، شخصيا لم أر لاعباً سابقاً في الهلال تهجم على الفريق أو عبر عن ندمه للانتقال للهلال حتى لو لم يحصل على فرصته الكافية وغادر الفريق سريعا، اللاعب لو كان مجبرا على الانتقال سوف يمتدح فريقه في فترة لعبه فقط، لكنه لن يمتدح الفريق بعد المغادرة.. ولكم في مقال الزميل إبراهيم بكري في صحيفة "الرياضية" مثال واضح لما تم طرحه.