|


د.تركي العواد
السهلاوي.. سذاجة أم شجاعة؟
2017-02-02

يسجل الأهداف من كل الاتجاهات.. بالرأس بالقدم.. من بعيد ومن قريب.. فاجأ الجميع هذه المرة وتحول لحارس مرمى.. توقعنا أن يفشل.. أن تهتز شباكه.. أن يمطره المهاجمون بالأهداف.. أن يشرب من نفس الكأس.. خاف محبو السهلاوي أن يصبح نكتة الموسم.. فاكهة الموسم.. أن يتحول من مرعب إلى مضحك.. سيكون مقطع السهلاوي وهو يستقبل الأهداف الأكثر مشاهدة على اليوتيوب.. سيفقد هيبته.. لن يتعاطف معه أحد؛ فقد جلب المشاكل لنفسه.. هو من اختار.. هو من رفع يده وتطوع.. سألنا أنفسنا سؤالين سريعين ونحن نشاهده يلبس القفاز بحماس: 

 

هل هي شجاعة أم سذاجة؟

 

ماذا سيكسب من القفازين؟

 

ولكنه أبدع.. تصدى لكل التسديدات.. كان ثابتًا.. كان جادًّا.. واثقًا.. يريد أن يثبت نفسه في المهمة الجديدة.. أعجبني أنه تمركز بشكل رائع في المرمى.. أي لاعب يجرب الحراسة في التمرين يواجه المشكلة الأكبر وهي التمركز.. فوقفة الحارس الصحيحة تحتاج إلى خبرة وعلاقة طويلة مع المرمى.. شيء لا يأتي في دقائق ولا أيام بل سنوات.. ولكن السهلاوي تمركز بشكل رائع.. الأروع أنه لم يكن مرتبكًا.. لم يتردد.. حراسة المرمى شجاعة وقدرة على اتخاذ قرار.. والسهلاوي كان شجاعًا عندما قبل المهمة وشجاعًا وهو يتصدى لثلاث تسديدات خطرة.. خصوصًا تسديدة بسمارك الزاحفة في أقصى الزاوية العكسية.. أبدع لدرجة أن الزميل مسلي آل معمر رشحه ليكون أفضل حارس، ولكن تميز الكسار أمام الهلال حرمه من مقعد في تشكيلة الجولة في برنامج في المرمى.

 

 المبدعون لهم طريقة خاصة في حل المشاكل.. يبدو أن الإبداع لا يتجزأ.. فالمبدع ينقل إبداعه معه لمجالات أخرى.. السهلاوي من القلائل الذين يملكون أكثر من وجه للإبداع.. أتمنى أن يفاجئنا أكثر.. أن يذهلنا أكثر.. فكرة القدم دون مفاجأة لا تستحق المشاهدة. 

 

قبل أمشي:

 

أصدرت مكتبة ضاد للكتب الصوتية هذا الأسبوع النسخة الصوتية لرواية "بعثة بدوي".. من لا يجد وقتًا للقراءة سيستمتع بالنسخة الصوتية من الرواية.. تجربة فريدة تأخذك معها بعيدًا.. تعزلك عن عالمك وتجعلك تعيش وسط الأحداث.. رغم أني من كتب الرواية، إلا أن التجربة الصوتية لا توصف.