|


سعد المهدي
اليوم.. البطل يرفع يده
2017-02-02

الجولات العشر المتبقية من منافسات دوري المحترفين السعودي، لن ينظر لنتائجها بالقطعة، بل بالكم التراكمي،  إذ إن  فوز الأهلي أو الاتحاد غدًا، لن يكون بمعزل عن بقية نتائج المنافسين، أو مفصول عن نقاط المباريات التسع، كذلك الحال للهلال والنصر.

 

عادة الفوز في أي (ديربي) أو (كلاسيكو)، له طعم ومذاق البطولة، لكن هذا يحدث إذا كانت نقاطه حاسمة أو في مسابقة خروج المغلوب، لكن الأهلي يريد النقاط كما هو الاتحاد من أجل الاستمرار في المنافسة، بمعنى أن خسارة أحدهما للنقاط الثلاث ستتلاشى إذا خسر الهلال أمام القادسية اليوم؛ لأنها تبقي الحال كأن شيئًا لم يكن، بينما أفضل نتيجة للفريقين يستفيد منها الهلال هي تعادلهما، حيث يجعله في نفس ترتيبه حتى لو خسر، أما إذا فاز؛ فهذا يعني أنه وسع الفارق.

 

كل الفرق الأربعة المتنافسة ستفقد من أربع إلى سبع نقاط، اعتبارًا من هذه الجولة حتى الجولة الأخيرة، إنما العبرة متى وفي أي جولة وأمام من؟ فالهلال يريد أن يصل إلى مواجهاته الثلاث، خاصة أمام الاتحاد والأهلي، دون أن يكون قد بدأ الفقد على أمل أن يحدث لهما العكس، وبالتالي يلعب أمامهما بفارق مريح يصعب عليهما خلال ذلك كسر الفارق المرجح لخطف الصدارة، لكنه لا يتمنى أن يصل إلى جولته الأخيرة أمام النصر وهو مهدد بفقد اللقب.

 

أما الأهلي الأكثر ترشيحًا لمنافسة الهلال؛ فهو سيعمل على الفوز غدًا على الاتحاد؛ ليجعل من مباراته أمام الهلال مفترق طرق، معولاً على نقاط أخرى لا بد أن يخسرها الهلال، أو حتى  ليمكنه في أحسن حالات الهلال أن يلاقيه بفارق النقاط الثلاث، فقط التي سيكون مطالبًا بالحصول عليها لإبطال أفضلية المواجهات بعد أن خسر أمامه في القسم الأول.

 

إذًا الدوري في قسمه الأعلى في تشابك من التنافس لا يمكن أن يفصل فيه إلا مزيد من التحسب لكل جولة، بل ولكل دقيقة في كل الجولات، وهذا يتطلب أن تكون الفرق الأربعة مع  ميل فرص الحصول على اللقب حتى الآن للهلال؛ فالأهلي ثم الاتحاد والنصر في حالة جاهزية تامة لتخليص ما هو مطلوب، دون النظر لأي اعتبارات، قد يجعل منها مبررًا لتعثره، حيث لن تكون هناك فرص التعويض كتلك التي سنحت حتى انتهاء القسم الأول الذي شهد جدول الترتيب خلاله تبادل للمراكز الأولى بشكل دراماتيكي. 

 

الفريق الذي سيحصل على اللقب بفارق نقاط، أو نقطة واحدة أو أفضلية المواجهات، لن يعنيه فيما بعد كم خسر من مباراة أو ممن خسر، ودور الفرق الأخرى في ما يسمى عرقلة أو تمرير البطل سيكون حديثًا للنسيان لا وجاهة له. لكل لعبة قواعدها وشروطها، والدوري يحصل عليه الأكثر نقاطًا أو بالأفضلية التي تحددها شروط المسابقة في حال تعادل النقاط، وكل النقاط متاحة للجميع أن يكسبها، ومن لا يفعل ما هو كافٍ لأن يكون البطل أو لضمان البقاء؛ فعليه وحده فقط تحمل النتائج.