"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها، كتابنا اليوم هو "ضرورة الفن" لإرنست فيشر، نقله إلى العربية د. ميشال سليمان:
ـ المبدأ الفني:
ليس للفنان سوى مبدأ واحد: أن يُضحّي بكل شيء من أجل الفن، وينبغي أن ينظر إلى الحياة كوسيلة ليس إلا، وأوّل من يجب أن ينتقم منه... هو نفسه!.
ـ ضياع:
إن الإنسان في الماضي، كان أسهل عليه أن يدرك أنه إنسان، أكثر من أيامنا هذه!.
ـ ظواهر مَرَضيّة:
التعميم الضخم، والاستنتاج أن ليس ثمّة معنى لأي شيء، إنما هو ظاهرة مَرَضيّة.
ـ جغرافيا التاريخ:
إذا كنتم تمتلكون مالاً، فإنكم ستحتفظون بالصحّة، وإذا كنتم تمتلكون السّلْطة، فلستم بحاجة لتبرير تصرّفاتكم، وإذا كنتم أقوياء، فأنتم على حق. ذلكم هو التاريخ.
ـ توازن:
الفن المُعتبَر بمثابة "بديل للحياة"، ووسيلة لإعطاء الإنسان توازناً في العالم الذي يحيط به.
ـ الشعر ودون سبب واضح:
"لا غنى عن الشعر، وحبّذا لو عرفت لأي شيءٍ هو كذلك". بهذه العبارة الوجيزة الرائعة المنطوية على مفارَقة، عبّر "جان كو كتو" عن طابع الفن الضروري.
ـ استيلاء:
رغبة الإنسان في أن يزيد وأن يكتمل، تدل على أنه أكثر من مجرّد فرد، فهو يشعر بأنه لا يستطيع الوصول إلى هذه الكُلّيّة إلا إذا "استولى" على تجارب الآخرين، التي هي "بالقوّة" تجاربه هو.
ـ طريق الفن:
لكي يصبح الإنسان فنّاناً، ينبغي له بالضرورة أن يتحكّم بالتجربة، وأن يحوّلها إلى ذِكرى، ويحوّل الذِّكرى إلى تعبير، ويحوّل المادّة إلى شكل.
ـ الرقص.. الرسم.. وصيحة الشعر:
لقد أدّت الرقصات القَبَلِيّة شديدة الاحتدام.. قبل الصيد، إلى زيادة شعور القبيلة بقوّتها فعلاً، كما أن رسوم الحرب وصيحاتها كانت تؤدّي فعلاً إلى زيادة المُحارِب عزماً،.. وكانت رسوم الحيوانات في الكهوف تساهم فعلاً في منح الصياد الشعور بالطمأنينة والتفوّق.
ـ قَدَر الشاعر:
مالارميه: ليس للشاعر إلا أن يعمل بشكل عجيب.
ـ في انتظار العدالة:
فلوبير: إنني لا أريد أن أحصل على حب، وعلى حقد، وعلى شفقةٍ، وعلى غضب...، ألَمْ يحِن الوقت لإدخال العدالة إلى الفن؟.
ـ البيروقراطي:
ليس لدى البيروقراطي علاقات إنسانيّة، وإنما لديه ملفّات.
ـ خطايا العباقرة:
إن الكُتّاب والفنانين، الذين على جانب من الأهميّة، يُنتجون الأشكال التي تُصبح فيما بعد مُقلّدة، بشكل أكثر خشونة، وبطريقة أكثر رداءة.
ـ فيض تفاهة:
الفن الذي يتجاهل الحاجات الجماهيريّة بقلق، ويتباهى بأنه مفهوم فقط من بعض النُّخبة، لَيَفتح السُّبُل إلى فيض التّفاهة التي تنتجها صناعة التّسليات.
ـ العلم والفن:
العلم والفن طريقتان مختلفتان جداً للسيطرة على الواقع، وكل مقارنة مباشرة بينهما، تُفضي بنا إلى الخطأ.
ـ قناديل وذكرى:
بودلير:
"آه.. كم يبدو العالم كبيراً على ضوء القناديل ، و كم هو صغير في عيون الذِّكرى".