|


خالد بن عبدالله النويصر
أزمة فكر!
2017-02-08

ستدفع الأندية والمنتخبات الوطنية المهر غالياً عند التعاقد مع لاعبين ومدربين غير سعوديين مستقبلاً؛ لأن سمعة الأندية السعودية وصلت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسبب كثرة الشكاوى من اللاعبين والمدربين لعدم صرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية باستثناء بعض الأندية مثل (الهلال والأهلي والفتح والفيصلي والتعاون).

 

ـ التهاون في إعطاء الناس حقوقهم أمر ليس بالسهل عند الله سبحانه وتعالى، ولكن للأسف تفشت هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة بسبب الرغبة في الشهرة والبقاء في رئاسة النادي، ولكن العواقب ستكون تأثيرها كبيراً في هذه الأندية من حيث النتائج المخيبة للآمال وأقرب مثال على ذلك خلال الفترة الأخيرة نتائج ناديي الشباب والاتحاد وعدم استقرارهما فنياً وإدارياً.

 

ـ غياب أعضاء الشرف عن دعم الأندية ليس عذراً، حيث يوجد لدينا شباب من أبناء الوطن يمتلكون الفكر الاستثماري وباستطاعتهم دعم الموارد المالية في أنديتنا ولكنهم مغيبون ولم يتم إعطاؤهم الفرصة بسبب التفرد في الرأي وعدم استشارة الآخرين أصحاب الرأي السديد من المتخصصين في هذا المجال؛ لأن فن التفاوض مع الأندية لبيع عقود اللاعبين واتباع أفضل الطرق لتسويق ورفع قيمة اللاعب، بالإضافة إلى الاستفادة من الدعاية والإعلان وتأجير بعض موقع النادي بمبالغ جيدة، خيارات متوافرة لدى الأندية.

 

ـ وكذلك نفتقد ـ وللأسف ـ التصريحات الإعلامية الجيدة؛ لأنها تعطي انطباعاً للشركات الراغبة في الدخول إلى المجال الرياضي، أن من يدير أنديتنا عقولهم خاوية ولا يمتلكون الفكر الإداري والإعلامي الجيد الذي يستطيع كسب ود الآخرين ومحبتهم، وكذلك الدخول مع الأندية الأخرى في صراعات دون مبرر لا يخدم الأندية ويعطي انطباعاً غير جيد للمستثمر، ولهذا لابد أن يكون الظهور الإعلامي لمسؤولي الأندية بشكل جيد، وفيه احترام للآخرين، ويحسب حساب كل كلمة يستمع إليها الجمهور الرياضي ومعرفة مدى تأثيرها مستقبلاً في النادي.

 

ـ أنديتنا تعاني أزمة فكر وليس أزمة مال، فمن خلال الفكر الاستثماري والعمل الجاد المخلص يستطيع النادي أن يدعم الموارد المالية للنادي لتجاوز الكثير من الشكاوى والالتزامات المالية؛ فمثلاً إدارة نادي الشباب لو باعت عقود كل من عبدالملك خيبري ومحـمد العويس ووليد عبدالله، فسيجني النادي الكثير من المال وقد يصل المبلغ من 50 إلى 60 مليون ريال، وبهذا تستطيع إدارة النادي تسديد الكثير من الديون والالتزامات المالية بدلاً من حصولها على مبالغ متواضعة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن قد يكون هناك سر يخفى علينا جميعاً وهو من أوصل حال نادي الشباب إلى هذه المرحلة، ولكن كل ما أتمناه أن يعود الشباب بطلاً يهابه الكثير من الأندية ويعود لمكانه الطبيعي في مقدمة الأندية السعودية والآسيوية.