"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات! ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو "عالَم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي: براءة التحديقة الأولى"، ترجمة وإعداد: أمين صالح، والذي أنصح باقتناء كل كتاب يحمل اسمه إعدادًا أو ترجمةً أو تأليفًا، المقتطفات من الطبعة الأولى:
ـ من أنت يا فنّان؟:
.. ما أنا إلّا جامعٌ للتّحديقات المُتَلاشِيَة!.
ـ الشعر النّمطي:
شخصيًّا، لم أحاول أبدًا أن أُترجم الصّوَر بطريقة نمطيّة، مثل مُعادَلَة: هذا يدُلّ على هذا!، أنت في هذه الحالة تفقد الشعر!.
ـ الحب والمعرفة:
.. ثمّة قصيدة تقول: "كلّما عرفت، أحببت أكثر..، كلّما أحببت، عرفت أكثر"!.
ـ ضرورة الدمع:
.. أن تبكي، والذي هو جزء من التنفيس، أمر ضروري إذا أراد المرء أن ينجح!.
ـ البراءة أُمّ الاكتشاف:
إنها البراءة التي تسبق الاكتشاف.. هل نحن أبرياء إلى حدّ كافٍ، ومُتَاحون عاطفيًّا، لمواجهة المُعجِزة والاعتراف بها كما هي، في حدّ ذاتها؟!.
ـ العسل فن.. الفن عسل:
تربية النّحل مهنة غريبة، مُرَبّو النّحْل تسكنهم أرواح الشعراء، لديهم علاقة ثَرِيّة بالطبيعة، وجمع العسل هو أشبه بالفعالية الفنّيّة!.
ـ النّضال الفنّي:
الطبيعة الفعلية للنضال من أجل صنع فيلم، تزيد من احتمال حدوث بعض المخاطر التي قد يتعذّر تجنّبها: ذات تتضخّم، غرور مُفرط، إنهاك واستنزاف، ارتياب بالذّات، توتّرات عصبيّة، نفاد الصبر مع الآخرين ومع النّفْس!.
ـ نعم.. لكن.. لا:
هناك دائمًا تأويل سياسي لكل شيء، لكن لا ينبغي للمرء أن يُبالِغ أو يُفرِط في ذلك!.
ـ لن أعيش في جلباب أبي:
ثمّة خَيَاران لكي يُحرّر المرء نفسه من صورة أو مثال الأب وكلّ ما يُمثّله، سواء أكان الماضي أو تاريخنا الشخصي، أو شيئاً من هذا القبيل: بإمكانك تدمير الصورة إمّا بالقتل أو بصقل الصورة وتصعيدها إلى مستوى أرفع!.
ـ التكوين الإبداعي:
في العمليّة الإبداعية: "أن تكون" يعني قبل أي شيء "أن تفهم"، أن تفهم نفسك!.
ـ علاقات فندقيّة:
لا شيء يحدث حقًّا في الفندق، باستثناء المشاعر العابرة، سريعة الزّوال، والكوابيس والإيماءات الملتوية!.
ـ العنف والجنس:
أعتقد أن في جذور كل فعل عنيف هناك ضرب من الباعث الجنسي!.
ـ العُمْلة الأُخرى للوجه:
إن مكانتي وشهرتي تُعرقلان اتصال الآخرين بي وليس العكس!.
ـ نقد النقد:
أظن أن النقد الآن هو انعكاس للوسط الإعلامي "الميديا" الذي فيه ولصالحه يعمل هؤلاء النّقّاد..! كلّما ازدادت قراءتي للنقد، صرت أكثر ارتيابًا فيه، واعتقادًا بأنه لا يتّصل إلّا قليلاً بالنقد الحقيقي!، الأشياء التي ينشرونها في هذه الأيام، هي في الغالب سطحيّة جدًّا، انطباعيّة، وليست نتاج تفكير أو تأمّل!.
ـ السؤال المُرّ:
هل ما زالت لديَّ براءة التّحْديقة، تلك التي كنتُ أمتلكها في المَرّة الأولى؟!.