|


عيد الثقيل
لا وعي ولا رشد يا نصر
2017-02-15

تجاوزت ديون نادي النصر أكثر من 265 مليون ريال، منها 72 مليوناً بشكل عاجل تقف أمامه وأمام تسجيل اللاعبين المحترفين، و192 مليوناً طويلة الأجل، وهو ما كشف عنه بيان هيئة الرياضة بداية الموسم الجاري، والذي ألزم الأندية أيضا بخفض الدين سنوياً بنسبة 20%.

 

ديون النصر المهولة، والتي حل بها ثانياً خلف الاتحاد، جاءت نتيجة إنفاق غير رشيد ـ كما يصفه بعض النقاد النصراويين ـ واستقطابات للاعبين بمبالغ لا يستحقونها وآخرها بالطبع صفقة نايف هزازي، التي كلفت الخزانة الصفراء 27 مليوناً للاعب، ومثلها لنادي الشباب تكفل بها العضو الراحل.

 

أتفق حقيقة مع وصف النقاد النصراويين وبعض الجماهير أيضا، التي انساقت خلف هذا الاتجاه، ولكن ما يثير الريبة والاستغراب في وقت واحد، هي الهجمة الحالية على إدارة الرمز النصراوي فيصل بن تركي، حين لم يستجب لمطالب عوض خميس المنتقل حديثاً للهلال.

 

فإدارة نادي النصر بقرارها هذا، وإصرارها على عرضها الذي تراه مستحقاً للاعب، يقف بين كتيبة من النجوم في فريقه، سواء داخل الملعب أو على الدكة، عادت إلى رشدها برأيي، وكان من الأجدى بهؤلاء الإعلاميين، ومن يسير خلفهم من الجماهير دعم هذا القرار بدلاً من التجييش ضده، حتى يخيل إليك أن عوض رغم إمكانياته الكبيرة كان السبب الوحيد خلف عودة النصر لأمجاده.

 

الأمر في النصر واضح ولا يحتاج إلى القليل حتى من الذكاء، فكل ما يردده هؤلاء في قضية خميس ما هو إلا تصفية حسابات شخصية مع الأمير فيصل بن تركي، من قبل إعلاميين نصراويين لا أعرف حقيقة أسبابها، وانسياق جماهيري خلف هذه الآراء دون وعي، فيما يقف آخرون من إعلام النصر المبتلى وقفة رجل واحد خلف كل قرار لأمير النصر ورئيسه، ولأسباب شخصية أيضا لتنساق خلفهم بقية الجماهير مناصرة للإدارة في كل قرار.

 

النصر ورئيسه ليسوا بحاجة إلى هؤلاء المعارضين، ولا إلى أولئك المناصرين على الدوام، فالنصر لكي يعود للمجد الذي لم يهنأ به سوى عامين بعد سنين عجاف، بحاجة إلى من يقوّم هذه الإدارة ويعيدها إلى رشدها، كما يسقط بعض النصراويين عليها، فحين يخطئ فيصل بن تركي لا بد من نقده وكشف أخطائه، ولكن عندما يفعل الصواب فلابد من الوقوف معه ودعمه، لذلك فقرار النصر عدم التجاوب مع مطالب خميس كان قراراً حكيماً يجب أن يدعم ويحفز رئيسه لمواصلة خفض الإنفاق، وتخليص النصر من ديونه، التي تشكل تهديداً للنادي قبل مرحلة التخصيص، حتى أن بعض أنصاره تفتقت أذهانهم عن اقتراحات مضحكة بضرورة سداد الدولة مديونيات الأندية قبل هذه المرحلة.

 

مشكلة النصر الأزلية ليست خارجه، كما روج لها النصراويون منذ عقود، بل كل مشاكل النصر وعثراته طوال تاريخه منبعها من الداخل، فالنصر على مر الزمان مقسم إلى قسمين، أحدهما ضد الرئيس، وآخر معه دائما، وجماهير تنساق خلفهم بلا وعي.

 

المشكلة الكبرى أيضا وهي ليست خاصة بالنصر وحده وإن كانت ظاهرة على الأصفر بشكل أكبر، أن هناك من يردد في وسطنا "الجماهير أصبحت أكثر وعياً ولا يمكن أن يتم الضحك عليهم". فأي وعي يتحدثون عنه في مثل قضية خميس ورئيس النصر؟!.