يمكن للاتحاد اليوم فك حصار الهلال النقطي لمنافسيه إذا هزمه، هنا فقط تتحقق الفرصة المثالية لعودة الأهلي والنصر وقبلهما الاتحاد، فإذا علمنا أن النصر خسر نقطتين مهمتين بتعادله في هذه الجولة مع الفيصلي، وافترضنا أن الأهلي كسب نقاط الخليج الثلاث (أمس)، فالفارق النقطي سيتقلص إلى ثلاث نقاط بالنسبة للاتحاد، وأربع للأهلي، وخمس للنصر، وهذا مثالي جدًّا لاستمرار الفرق الأربعة في منافسة حقيقية.
الهلال سيخرج منتصرًا بالتعادل؛ لأنه بذلك يعني تعطيل اثنين من منافسيه الاتحاد والنصر، حيث سيتجمد الفارق معهما (6) نقاط ويبقى الأهلي هو الأقرب بفارق (5) نقاط، أما في حال فوز الهلال فإنه مرحليًّا سيسقط النصر والاتحاد من سباق المنافسة على اللقب بفارق (8) نقاط عن النصر و(9) عن الاتحاد، وتضعف فرصة الأهلي (6) نقاط، وسيصبح رصيد الهلال (50) وأمام الجميع ست جولات.
الاتحاد اليوم على ملعبه سيكون مختلفًا عما كان عليه في مباراة الدور الأول، والتي كسبها بهدفين دون رد، والاختلاف ليس إيجابيًّا، ففي الدور الأول قلب التوقعات في عدد من المباريات المهمة، بما يعني أنه كان بعيدًا عن الترشيحات لظروف غير جيدة كان يعيشها تلك الفترة، لكنه اليوم مطالب بالفوز واللقب تمامًا مثل الهلال، وعلى الصعيد الفني فقد تبلور الفريق كعناصر وأصبح جهازه التدريبي أكثر معرفة بقدرات لاعبيه وفهمًا لطبيعة المنافسين، وهو بذلك أصبح مكشوفًا لمنافسيه ولم يعد يملك سلاح المفاجأة.
الهلال يعلم أنه أصبح أقرب لتحقيق لقب الدوري أكثر من أي جولة مضت، وهذا لا بد له من انعاكسات نفسية تحتمل كلا الحالين التحفيز والإرباك، لكن في مثل هذه المباريات يمكن للجهازين التدريبي والإداري أن يتحملا العبء الأكبر في التجهيز، خاصة التدريبي الذي عليه أن يحسن اختيار العناصر التي يبدأ بها المباراة، والطريقة والأسلوب، والتكاليف الموكلة للاعبين، هذه ستحمي الفريق من خطر تسليم المباراة للخصم نتيجة الاجتهادات الفردية وضعف التركيز، خاصة إن شاركهم الحال نفسه المدير الفني..
تعد مباراة الاتحاد والهلال اليوم من المباريات التي لا تحدث إلا مرة واحدة كل عدة مواسم، فهي على الرغم من أنها تجمع غريمين التقيا مرات عدة في مناسبات مهمة وحاسمة على كل المستويات: المحلي والعربي والآسيوي، إلا أن مباراة اليوم يحمل فيها الاتحاد الذي يلعب بين جماهيره أيضًا رسائل دعم ومساندة وأماني من جماهير الأهلي والنصر ليس لرغبته في هزيمة الهلال لأنه الهلال، لكن لإبقاء آمال منافستهما بالقدر الذي يمكنهما من العمل عليه فيما تبقى من جولات، أما الهلال فإن جماهيره ترى في الفوز على الاتحاد النداء الأول للحصول على اللقب الذي غاب خمسة مواسم، لكنها لن تبالغ في الغضب إن خسر فريقها لأنه نقطيًّا يمكنه أن يعوض.