سيستمر فوز الهلال المستحق على الاتحاد عالقاً في أذهان الجماهير طويلاً، لكنه يشبه الزلزال، له ارتدادات تأخذ وقتاً أطول، ويمكن لها فعل ما هو أسوأ ضرراً من الزلزال نفسه، فالارتدادات كما جاء في تعريفها (تطلق نتيجة الحركة المفاجئة والسريعة طاقة حركية هائلة، تنتشر على شكل موجات اهتزازية ناتجة من بؤرة الزلزال، لتنتشر في الأوساط المحيطة بالبؤرة الزلزالية نفسها). الارتدادات هذه شاهدناها وسمعناها وقرأناها بعد كلاسيكو (الزلزال)، أو بالطبع كان لها أسبابها، ويمكن لها أن تستمر وتساهم في خسارة الاتحاد كأس ولي العهد الجمعة المقبلة في الرياض.
هدف التعادل الذي سجله الهلال عن طريق لاعبه البرازيلي (إدواردو) اتفق الجميع على قانونيته، واختلف البعض على إن كان خرقاً لمبدأ اللعب النظيف أم لا؟ ويمكن أن يكون أصح جواب أن يأتي بعد التأكد من: هل الواجب على الحكم إيقاف اللعب لوجود لاعب اتحادي قد سقط على الأرض قبل ثوان من التسجيل؟ والجواب أيضا القانوني أن ذلك يعود لتقدير الحكم، ولأنه لم يأمر بإيقاف اللعب، اتجه السؤال وجهة أخرى: هل كان من المفروض أن يوقف لاعبو الهلال اللعب؟ والجواب أن ذلك أيضا يعود لتقدير لاعبي الهلال للحالة، طالما أن الكرة بحوزتهم.
ولأن اللعب كان مستمراً بمشاركة الاتحاديين الذين لم يتوقفوا لأن عليهم اللعب على صافرة الحكم، فقد حاولوا الدفاع عن مرماهم من خلال إعادة عدنان فلاتة الكرة برأسه للحارس، إلا أن الكرة اتجهت لمهاجم الهلال وأودعها المرمى، فعلى من يقع اللوم؟
أما الضرر فكان على الاتحاد، وتسبب فيه لاعبوه بالدرجة الأولى، أو ربما دون غيرهم لأن دورهم الأساسي كان حماية مرماهم، ثم بعد ذلك يمكن لهم التفرغ للاحتجاج على الحكم أو لوم الهلاليين وليس العكس.
الاتحاد الذي كان عليه أن يلعب لتسجيل هدفه الثاني حاول فعلاً ذلك، وكاد أن ينجح مرتين، لكن الهلال كان قد سيطر تماما على وسط الميدان مستحوذاً على الكرة، وحاصر الاتحاد، وسجل الهدف الثاني في وقت حساس، شعر معه الاتحاديون بالخسارة. وفي كل ذلك وتحديداً بعد هدف التعادل كانت بعض الجماهير الاتحادية ترشق أرضية الملعب بالقوارير والأحذية، وقبلها اعتدى قائد الاتحاد (فلاتة) على مهاجم الهلال (إدواردو) وكان يستوجب طرده، لكن ذلك لم يفعله حكم المباراة السويدي (إريكسون) ليسمح بمزيد من التجاوزات وتصعيد حالة التوتر، حتى انتهى الأمر بهدف الهلال الثالث الذي سبقته وأثنائه وأعقبته بعض الجماهير الاتحادية بالمقذوفات، في المرة الأولى لا نعلم السبب، وفي الثانية كان على الحكم توقيف التنفيذ، أما في الثالثة رفضاً لاحتفالية (العابد) التي تم اعتبارها استفزازاً لهم.
اللعب النظيف، يجب أن يكون داخل الملعب، هذا صحيح، لكن هذا لا يعني أن يكون هناك لعب غير نظيف من الجماهير أو الإعلام أو مسؤولي الأندية أو اتحاد الكرة ولجانه، ليفتش كل منا عن كم ساهم في أن يكون اللعب غير نظيف.
نسترجع عبارات كتبناها، وألفاظاً أطلقناها وقرارات اتخذناها، وأقصد هنا في مجال عملنا، أو ما أوكل لنا من مهام، هذا يبدو الأساس الذي ننطلق منه لمطالبة اللاعبين بالعمل على تعزيز ثقافة اللعب النظيف لأنهم يظلون أحسن حالاً من بعض الجماهير والإعلاميين والحكام والمسؤولين، الذين عرف عنهم عدم النظافة في القول والعمل، بل وجاهروا بذلك.