|


حمد الراشد
مساء المجد والذهب
2017-03-10

مساء الخير يا وطني.. مساء العزة والشموخ.. مساء الكبرياء والمجد.. الليلة رياض الحب والسلام، ترتدي أجمل ثيابها وتكمل زينتها.. فهي على موعد مع كرنفال كروي جميل باذخ ماتع، يرعاه ويشرفه بكل الحب أمير وفارس وقائد سكن قلوب السعوديين، جرى حبه في الشرايين محمد بن نايف.. ولي العهد الأمين.. الليلة ليلة الحب والوفاء.. ليلة الجمال والبهاء.. ليلة توزيع الأوسمة، فكل من يشارك في النهائي البهيج سينال وسام الفخر بالسلام على راعي المباراة.. النايف الشامخ محمد بن نايف.. 

 

ـ الليلة رحلة البحث عن لقب جديد.. العالمي يريد العودة من جديد لمنصات البطولات.. العميد يريد تجديد علاقته بهذه الكأس الغالية التي غابت عنه طويلاً.. طال الاشتياق إليها.. العالمي يريد إنقاذ موسمه بلقب فاخر.. العميد يرى في الحصول على هذا اللقب تتويجًا لمشاوير التعب والتضحية والمعاناة.. التي قصمت ظهره وأقضت مضجعه.. العميد يرى في انتزاعه هذا اللقب أجمل مكافأة على صبره ومعاناته، وأجمل هدية تقدم لروح المنقذ أحمد مسعود يرحمه الله.. حوافز العميد أكبر وأكثر من حوافز العالمي، مقارنة بظروف الفريقين هذا الموسم.. السؤال هنا: ماذا عن الحظوظ والفرص والأجواء؟.

 

ـ النصر يرى في ظروف الاتحاد فرصة ذهبية لانتزاع الكأس من أمامه.. فهو يلعب من دون أهم أوراقه الرابحة وأخطر عناصره فهد المولد للإيقاف.. والفريق قادم من جدة مثخن بالجراح بعد ثلاثية الزعيم.. غرامات خيالية وعقوبات من كل شكل ولون.. قهر وإحباط.. فضلاً عن علو كعبه على العميد في السنوات الأخيرة.. الاتحاد لم يعرف الفوز على النصر إلا في مباراة ودية.. دورة تبوك.. ما عدا ذلك.. فوز نصراوي محتوم في كل اللقاءات.. هذه المؤثرات.. تجعل النصراويين يدخلون لقاء النهائي وهم أكثر ثقة وارتياحًا واطمئنانًا لحسم النتيجة والظفر بالكأس.. ولكن ماذا عن الاتحاد؟ هل سيدخل المباراة مسلوب الإرادة.. فاقد الثقة.. مهزومًا معنويًّا مكسورًا نفسيًّا.. رافعًا راية الاستسلام؟! .

 

ـ من يعرف الاتحاد.. وعاش تفاصيله وشاركه حياته.. وشاطره أفراحه وأحزانه.. ويعرف معدنه الأصيل.. يدرك أن شيئًا من هذه المخاوف والاحتمالات لن تحدث.

 

ـ فغياب المولد سيكون أكبر حافز معنوي وأكبر دافع نفسي لانتفاضة النمور.. وتقديم أفضل مستوى وأداء لهم هذا الموسم.. رغم أخطاء المدرب سييرا وفشله الذريع في موقعة الزعيم عندما سلمه مفاتيح المباراة.. والسيطرة على منطقة الوسط.. ووقوفه متفرجًا طوال الشوط الثاني.. لا لوقف سيطرة الهلال وتعزيز الوسط.. ولا لتهدئة لاعبيه الذين فقدوا توازنهم بعد هدف إدواردو.. سييرا كان سلبيًّا لدرجة قصوى.. ويشارك اللاعبين مسؤولية الخسارة التي أدمت بسهامها كل جزء في جسد العميد.. وأعتقد أن مواجهة الليلة أمام العالمي مسؤولية النمور أنفسهم لا مدربهم الذي فشل في أكثر من اختبار حقيقي.. فالطريق إلى مناجم الذهب وعناق الكأس يمر عبر هذه الخريطة أو الروشتة.. التركيز العالي ذهنيًّا وفنيًّا طوال عمر المباراة.. لا كما حدث أمام الزعيم في الشوط الثاني.. عدم الاندفاع والتسرع.. عدم المبالغة في الهجوم أو التمترس أمام منطقة الجزاء.. أداء كل لاعب واجباته الدفاعية والهجومية على الوجه الأكمل.. ترابط الخطوط لا كما كانوا أمام الزعيم.. شوارع وميادين مفتوحة.. لا تقارب.. لا ترابط.. لا انسجام.. 

 

ـ مراقبة أهم وأخطر لاعبي النصر الفريدي الخطير الفنان وعدم منحه حرية الاستلام والتمرير.. إغلاق الطريق أمام أخطر مفاتيح اللعب خالد الغامدي.. بقي أن يستشعر النمور مسؤوليتهم أمام جماهيرهم الصابرة العاشقة.. وألا يكرر سييرا أخطاءه الليلة في إشراك لاعبين في غير مراكزهم.. كأن يشرك الغامدي في مركز الوسط الأيمن الذي لا يجيده.. فيلعب الفريق ناقص العدد.. عمومًا هي مباراة النجوم لا مباراة المدربين.. وكما للاتحاد فرصة الفوز بالكأس.. كذلك النصر يملك كل الأدوات وكل الأوراق الرابحة.. يكفي أن يكون الفريدي في الموعد.. فيفتح شوارع في دفاعات العميد.. ولا تنسى الظهير العصري المقاتل خالد الغامدي وحامي العرين العنزي العائد لمستواه.. الحظوظ متساوية والكأس غالية.. واللقب عزيز.. والمناسبة فاخرة.. وراعيها تاج الوطن.. والحفل كريم.