|


فهد عافت
الكُتُب إن صُفَّت تَزاوَجَتْ!
2017-03-11

 

ـ سأظل أتحدّث عن الكتب، عن القراءة، وعن المكتبة، هذا شيء ممتع بالنسبة لي، وأظن وأتمنى أن يكون ممتعاً ومفيداً لكم يا أحبّة،..

 

-الخطر الوحيد الذي أخشاه، هو أن يصيبكم الملل، أصدقكم القول: لا أخشى هجران عدد منكم لهذه الـ "بلكونة"، وإن كنت لا أتمنى ذلك طبعاً، لكن فيما لو حدث هجران من أي نوع، فإنني أحلم فقط بألا يكون الملل هو السبب، الغضب.. الرفض.. الاعتراض.. الإحساس بغياب الفائدة، كلها أهون من شعور كاتب بملل قارئ منه!، شعور راعب!،..

 

من أين هبطت هذه الفضفضة؟!، لا أدري، لم تكن في الحسبان!، عموماً:

 

ـ قارئ الكتب لا يحتاج إلى تحريض من أي نوع ليصير صاحب مكتبة، في الغالب سيُكوّن مكتبته، فإن غُلِب هذا الغالِب فقد نال من المكتبة مُراده، وهدفها: أن يكون قارئاً، حتى لو رمى الكتب في الطريق أو في بيوت أصدقائه!،..

 

ـ الكلام عن ولمن يريد أن يصير قارئاً ولا يعرف من أين يبدأ!، هنا يكمن ويُمكن التحريض قليلاً: كوِّن مكتبة أولاً تصير قارئاً ثانياً!،..

 

ـ بعض الأمور لفرط بساطتها تتعقّد!، ولشدّة وضوحها لا نكاد نراها!،..

 

ـ مَرّةً سُئِل أحد كبار الصحفيين العرب: ما أهم شيء في الخبر الصحفي؟!، انتظَروا منه إجابة طويلة، وإرشادات عريضة، حَكّ ذقنه وابتسم وقال: أهم ما في الخبر الصحفي هو أن يُنْشَر!،..

 

جواب لفرط بساطته يُحيِّر العقل!، لكنه بالفعل أكثر الإجابات شمولاً وصواباً!،..

 

ـ فيما لو أعدنا صياغة السؤال وأسقطناه على القراءة: ما أهم شيء يمكنه أن يجعل مني قارئاً؟!، الجواب: أن يكون لدي كتاب أو مجموعة كتب!،..

 

كل أمر آخر، ومهما بلغت أهميّته، لا يتجاوز هذه الحقيقة البسيطة، ما لم يكن الكتاب لديّ، وبين يديّ، وبإمكاني قراءته، انعدمت كل إمكانية وفشل كل سبب!،..

 

ـ لتكوين مكتبة، نبدأ بالرّف، بمكان مخصص للكتب، وجوده سيجعلني غير قادر على نسيان التفكير بضرورة إتمامه حتى لو على سبيل الديكور والزينة!،..

 

ـ وحين أذهب لشراء كتب تكون علاقتي بالقراءة تقدمت خطوة جديدة مهمّة، فمهما كان اختياري للكتب ومهما كان عددها قليلاً، فإن هذه الكتب نادتني إليها!،..

 

ـ خمسة كتب، أربعة كتب، ثلاثة، كافية لتكوين مكتبة!، ذلك أن أضخم مكتبة في العالم، هي مكتبة في بداياتها أيضاً!،..

 

ـ لماذا ثلاثة كتب كافية؛ لأن مليون كتاب ليس كافياً أيضاً!،..

 

ـ ولأن من أسرار الكتب العجيبة أنها تجرّ بعضها بعضاً، رغماً عني أو بإرادتي!،..

 

ـ أي كتاب تقرؤه، سيقودك عاجلاً أم آجلاً إلى كتاب آخر، يناقضه ويتعارض مع طرحه أو يُتِمّ ذلك الطرح ويضيف إليه أو يفتح لك مجالاً لكتاب آخر في فن آخر ومواضيع لم تكن تخطر لك على بال!،..

 

ـ الكُتُب إن صُفَّت تزاوَجَتْ!، وأنجَبَتْ وتكاثَرَتْ!،..

 

ـ ما بين الكتب وبعضها من صِلَة الرَّحِم ما يفوق وبكثير ما بين الناس وبعضهم من صِلَة الرَّحِم!،..

 

ـ الكُتب لا تناديك إليها فقط!، أقل الكتب قيمة كتابٌ يكتفي بمناداتك إليه فقط!،..

 

ـ الكتب الرائعة هي التي تُناديك إليها وتدفعك عنها إلى غيرها من الكُتُب!،..