|


سلطان رديف
ربان الملاعب
2017-03-12

ليلة الجمعة الماضية كانت شاهدة على مكانته في قلوب شعبه، بل صورة لوطن يعيش سعادة الأمن جسداً واحداً متلاحماً، نغيظ به الأعداء ونجسد فيه القوة في مجتمع لا تهزمه الشائعات ولا يزيده إرهابهم إلا قوة، وفي كل يوم يثبت مجتمعنا أنه الابن البار لدينه ووطنه وولاة أمره.

 

الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين، لا شك أن له في قلب كل مواطن محبة خاصة، فهو رجل الأمن والأمان، رجلٌ قهر الإرهاب ليس في وطننا فقط، بل في العالم أجمع، فرض هيبة الأمن فأمن الجميع فلا نملك له وفاءً إلا الدعاء من القلب نرفعه لرب العالمين بأن يزيده قوة وصحة وتمكيناً.

 

ولعلنا اليوم لا نستطيع أن نتجاوز تلك الليلة دون الحديث عنها؛ فكأسها غالية وبطلها فريق استحق اللقب بجدارة، رغم ظروفه الصعبة، إلا أنه رفض أن يغادر الموسم دون أن يسجل إنجازاً يقدم من خلاله رسالة بليغة أنه رغم الظروف وتخلي الكثير عنه، إلا أنه بعزيمة من حضر من اتحاده كان لهم كلمة وموقف وإنجاز، فمهما أغرقوه يثبت أنه (ربان الملاعب) لا يغرق، يعرف كيف يبحر وسط كل الأمواج مهما كانت الرياح عاتية فإنه يقاوم، ولنا في تاريخ الاتحاد شواهد لا يمكن أن يصنعها إلا (ربان الملاعب)؛ لذلك يستحق اليوم أن نبارك له ونحتفل بإنجازه، فهو الفريق الذي تعاطف معه كل الرياضيين؛ لأن هناك من ظلمه وظلم تاريخه.

 

لم أتعود أن أكتب عن أي نادٍ، ولكن الاتحاد فرض نفسه اليوم على قلمي أن يكتب ويبارك لجمهوره الذي لم يخذله، كما خذله أعضاء شرف ورؤساء سابقون أغرقوه في الديون؛ لذلك على محبي الاتحاد أن يردوا الوفاء لهذا الكيان وللاعبيه وإدارته التي تحملت المسؤولية بكل أمانة، وعملت بجد واجتهاد ولم تمل أو تكل أو تتكاسل، فعليكم أن تجتمعوا اليوم لتحلوا كل مشاكله وديونه، فهذا الكيان يستحق وقفة صادقة من رجالاته.

 

ليلة الجمعة أثبتت لنا أننا نملك وطناً رائعاً شامخاً بولاة أمره وشعبه، وأن لدينا رياضة قوية نجتمع فيها ونقدم من خلالها رسالة وحضارة، وأن الرياضة لدينا ليست لعباً ولهواً، فهناك اجتمع ما يقارب 60 ألفاً احتفلوا بالوطن في صورة جميلة جسدها أبناء وطننا الغالي؛ فشكراً لمن عمل واجتهد ليظهر لنا جمالية تلك الليلة، وشكراً لفريقين كبيرين قدما لنا تنافساً شريفاً وروحاً رياضية عالية ومستوى فنياً رفيعاً، وعلينا اليوم أن نعمل أكثر من أجل شبابنا ورياضتنا التي علينا أن نؤصل مفهومها، بأنها حضارة وصناعة واقتصاد وصحة وأمن وترفيه.

 

في الختام، ليس هناك أجمل من صور أبناء شهدائنا مع ولاة أمرنا يحتفلون معنا في كل محفل؛ فهنيئاً لنا بوطن الوفاء، فلا أجمل من الوفاء إلا أهل الوفاء.