ـ التحقيق الصحفي بحث، التقرير الصحفي إعلان!،
ـ سيّدة التحقيق الصحفي الأولى وبلا منازع بالنسبة لي في العالم العربي هي غادة السّمّان..
لم تكن بحاجة إلى إعطاء دروس وتحديد نقاط في هذا المجال، اكتفت بإنجازه وتقديمه للناس..
الحرب أسقطت قذائفها على كثير من تحقيقاتها الصحفيّة، غير أن كتابها "السباحة في بحيرة الشيطان" ظل محفوظاً، تنقصه الصور الفوتوغرافية الضائعة والمحروقة والتالفة، فلا سبيل لغير تخيّلها، أما فن التحقيق الصحفي على أكمل وجه فني فهو حاضر في الكتاب، يمنح دروسه عبر فتنته.. لا يحتاج إلى شيء آخر غير هذه الفتنة اللاذعة!،..
ـ التحقيق الصحفي بحث في مجهولٍ ليُعلَم، أو بحث في معلومٍ ليُجَهَل!،..
ـ في المجهول حين يُعلَم: إضاءة أُنْس، وفي المعلوم حين يُجهل: نظافة كَنْس!،..
ـ في التحقيق الصحفي، إن بدأت ولديك عدد من القناعات الثابتة ثم أبحرت ولم ترتبك كل هذه القناعات أو تتشكك في عددٍ منها، تشككاً حقيقياً، يمسّك أولاً، ويعنيك قبل القارئ المُنتظَر، فأنت لم تُنجِز تحقيقاً وإنما قدّمت تقريراً!،..
والاستثناءات في هذا الأمر موجودة مثلما هي موجودة في كل أمر آخر أيضاً، لكنها استثناءات، بما لكل هذه الكلمة من نُدرة في الحضور وتأكيد للقاعدة!،..
ـ وتظل نقطة مهمة: ليس مثل التعسّف قاتلاً!،
ـ لا يجب أن تنقلب القناعات إلى ضدها، أو تتغيّر أو يتشكك الصحفي فيها، عن طريق ليّ ذراع، أو تعسّف من أي نوع، يجب أن يظل المحقق الصحفي أميناً مع نفسه، بسيطاً ومتواضعاً وحقيقياً، حتى لو فشل في الوصول إلى مثل هذه النتيجة، يكون قد فشل في إنجاز تحقيق صحفي مُعتَبَرْ، لكنه لم يفشل في الإبقاء على نفسه إنساناً كريماً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين!،..
أما أن يبدأ وفي نيّته قلب قناعاته، فهذه إساءة منه لنفسه قبل أن تكون إساءة منه لعمله ولموضوعه وللقارئ!،..
ـ وقد لا يكون هذا هو التعريف العلمي والمهني للتحقيق الصحفي المتفق عليه في العمل الصحفي ومهنة الإعلام، لكنني أكتب رأيي الخاص وفهمي الخاص لما أظنه يستحق صفة التحقيق الصحفي، وهكذا أفرّق بين ما أعتبره تحقيقاً وما أعتبره تقريراً..
ـ وصباحكم ورد يُسقى على غصونه ويُشَمّ عليها، دون قطف!..