من يرى حجم النقد الذي تعرض له الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر، بعد خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الاتحاد، والشتائم التي تلقاها الرجل في مواقع التواصل الاجتماعي من جمهور النادي وبعض إعلامييه، يعتقد أن النصراويين تعودوا كل عام منذ نشأة فريقهم على بطولة أو أكثر كل موسم، متناسين السنين العجاف التي مرت عليهم قبل وصول الرجل لهذا الكرسي.
لست بصدد الدفاع عن فيصل بن تركي، ولا يعنيني بقاؤه في ناديه أو رحيله كما يطالب به الكثير من النصراويين الآن، ولكن ما يتعرض له الرجل حاليا يدعو كل عاقل للتفكير مليون مرة قبل الإقدام على رئاسة ناد جماهيري.
فها هو فيصل بن تركي، الذي أرى أنه الرئيس الأفضل في العقدين الأخيرين بالنسبة للأندية السعودية كافة وليس على مستوى النصر، يتعرض لأبشع الشتائم وكأنه لم ينهض بهذا الفريق بعد سبات طويل.
نعم عندما أقول الأفضل فأنا أعني هذه الكلمة، فكل من مر على كرسي الرئاسة في الأندية الجماهيرية الأخرى: الهلال، الاتحاد، الأهلي والشباب خلال العشرين سنة الماضية، وصلوا إليها وهم يتكئون على إرث بطولي مستمر وعمل مؤسسي، منهم من أكمل المسيرة البطولية ومنهم من أخفق، باستثناء فيصل بن تركي الذي استلم فريقا مهلهلا لا يستقبل سوى أنصاف النجوم، فمنذ رحيل عمالقته السابقين ماجد والهريفي ومحيسن لم يبزغ فيه نجم بارز ولم يستقطب لاعبا من فئة السوبر ستار، حتى جاء كحيلان ليحول النصر من فريق تهرب منه نجوم الفرق الأخرى لفريق أصبح مطمعا لكل نجم، فهل نسي النصراويون الجبرين ويحيى والسهلاوي والفريدي وغيرهم من النجوم؟ هل نسي النصراويون حال فريقهم قبل وصول كحيلان لرئاسة النادي؟ هل كانت خسائر البطولات تؤلمهم كما هو الحال مع كحيلان أم أنها كانت تمر عليهم مرور الكرام في حقبة ماضية؟
ألا يتذكر منتقدو كحيلان حالهم خلال عشرة أعوام قبل وصول هذا الرجل ويخجلون، ألا يتذكرون أن نصفهم ذهب لتشجيع الاتحاد والأهلي وغيرهم حين لم يستطيعوا منافسة الهلال، بينما النصف الآخر تحول لتشجيع الفرق العالمية؟
ألم يسأل هؤلاء الكارهون لفيصل بن تركي أنفسهم ماذا فعل بهم هذا الرجل وكيف أعاد فريقهم للحياة بعد ممات؟
ما يحدث لفيصل بن تركي أمر لا يقبله عقل ولا منطق، فخسارة الاتحاد حملها له الكارهون بسبب مشاركة حسين عبد الغني، واتهموه بها رغم التأكيدات على أن إشراكه تم بطلب من المدرب. ولو افترضنا ذلك، ولكي تعرف أن كل هذا النقد والشتم لفيصل بن تركي بلا منطق، ألم يسأل الكارهون له قبل ذلك ماذا قدم عبد الغني في المباراة؟ هل هو من تسبب بالهدف أم هو من أضاع كل الكرات أمام المرمى؟
ولكن لأنها حرب ضد الرئيس يغذيها كارهون له، فلم يتطرقوا لكل الأسباب الحقيقية للخسارة، وركزوا على عبد الغني لعلاقته بالرئيس.
والغريب أنهم مع مطالبهم لرحيل كحيلان وسؤالهم عن البديل، يتحدثون عن كثر يتمنون رئاسة النادي الأصفر، ولكنهم نسوا السؤال الأهم: من المجنون الذي سيقبل برئاسة ناديكم بعدما فعلتموه مع صانع النصر الحديث؟ وأنا هنا أجيب: لا مجانين كثر في قائمة شرف النصر.