ـ لكل إنسان على وجه الأرض فلسفةٌ وإرادة!.
ـ حتى أولئك الذين يظنون أنهم لا يمتلكون شيئًا من الفلسفة والإرادة، يمتلكون شيئًا من كل واحدةٍ، لكنهم يجهلون تلك المِلْكِيّة!.
ـ قد لا يمتلك الإنسان فلسفةً في طفولته المبكِّرة، أمّا الإرادة فهو يمتلكها حتى قبل أن يأتي إلى الدّنيا!، سباق الحيوان المنويّ إرادة، وإغلاق البويضة عليه إرادة.
ـ وعلى الرغم من تشاؤميّة وعدميَّة شوبنهاور، إلا أنه كان محقًّا حين اختصر الإنسان إلى رغبة وإرادة!.
ـ ما إن يتعلّم الإنسان الكلام، ما إن يصير قادرًا على تمييز وتكوين العبارة الخاصّة، ما إن يصير قادرًا على قبول جُملة وعدم قبول أُخرى، وقول جُملة والامتناع أو التردد في قول جُملة أخرى، حتى يكون قد دخل الفلسفة!، ما يتبقّى هو أن يكون صاحب فلسفة عميقة وخصبة وثريّة، أو صاحب فلسفة هشّة ومتلاشية، وغير قادرة على التماسك، ضعيفة وواهنة!.
ـ حتى نبذ الفلسفة هو في نهاية المطاف فلسفة!.
ـ أما الإرادة، فهي من الإنسان محل النَّفْس!، حتى من يظن أنه لا يمتلك إرادة، إنما هو في حقيقته يمتلك إرادةً تُضعف إرادته!، إرادة إضعاف!، إرادة اللاإرادة!.
ـ المسألة بسيطة، الإنسان موضوع فلسفي، وهو لا يقدر على تناول أي موضوع، إلا بناءً على فلسفة ما، قد تكون خاملة وساذجة، وقد تكون مُتَدَبِّرة وفَطِنَة.
الاستثناءات ثلاثة: الرضيع إلى أن يبلغ، والمريض عقليًّا، والغاضب في ذروة الغضب!.
ـ أما الإرادة، فالإنسان خُلِقَ مُرِيدًا!، والاستثناءات أقل من ثلاثة: النائم والميِّت، وهما استثناءان مشكوك فيهما أيضًا!.
ـ فحتى النائم يُريد، وهو لذلك يحلم، أو يتقلّب على جانبيه، أو يعطش فيستيقظ لأنه "يريد" أن يشرب!، وأما الميِّت فليس لنا أن نتحدث في أمره قبل أن نموت مثله، فإن متنا أعجزنا الرجوع لقول أي شيء، لكنه بالتأكيد يريد رحمة الله والجنّة، المؤكد هنا أن ما يريده لم يعد في إرادته، هنا فقط ينفصل المُرَاد عن الإرادة!، هنا فقط تكون الإرادة سبقت المُراد، ورحمة الله أوسع.