ـ الكتب السّيّئة كثيرة، لكنني مع الطباعة والنشر والتوزيع، وفي ذلك أرى إيجابيّات كبيرة مُقابِل سلبيّات صغيرة عابِرة!،..
ـ تغريدات ومقاطع فيديو، ومقالات، تُعلِن استياءً، وتسجل مواقف رفض، وتصيغ تهكّمات، على ما تعتبره هذراً كتابياً، وتسيّباً أدبيّاً، وإسهالاً وَرَقِيّاً!،..
كل هذا الغضب جميل، ومُعظم هذه الاعتراضات تمتلك وتطرح أدلّةً قاطعة على حقوقها في الازدراء والسّخريّة!، حسناً ولكن:
ـ لا شيء أسوأ، وأقل خطراً، من تكميم الأفواه والمحابِر!.
ـ لتنشيط أو لمعرفة ما إذا كانت حركة النشر وتوزيع الكتب نَشِطَة ومُفَعّلة، ليس أدلّ على ذلك من كثرة الكتب، والكثرة بطبيعتها لا تُوفّر دِقّةً ولا إتقاناً، ولا يمكن لها أن تتناسب طَرْدِيّاً مع الجودة والقيمة!، غير أن فضلها عميم: إيجاد حركة ودعوة إليها!، وهو المطلب الأوّل لإيجاد بيئة قِرائيَّة!،..
ـ الحس التجاري لدُور النشر ليس مؤذياً، ولا كثير الشَّرّ!، وفيما لو أَفْلَسَتْ دُور النشر والتوزيع فإن مياه القراءة ستجِفّ من منبعها!،..
ـ من المهم أن تنجح دُور النشر، وأن تربح تجاريّاً، بل أن تكون ربحيّتها مغرية لآخرين يدخلون هذا السوق ويعملون بهذه التجارة..
ـ مَرّةً، سألت المذيعة المخرج يوسف شاهين عن سينما هنيدي ومحمد سعد "اللمبّي"، كانت المذيعة تنتظر رداً غير الذي أتاها: حاجة حلوة، أمر ممتاز، أعادوا الجمهور لصالات العرض، وهذا مفيد جداً لصُنّاع الأفلام الجيّدة والمحترمة، لأنّ تَعَوّد الناس على الحضور للسينما، يمنح الفيلم الجيّد فرصة للنجاح أيضاً!،..
ـ الأمر نفسه ينطبق على المكتبة والكتاب: أن تشتري كتاباً حتى ولو كان سيّئاً ولا يحمل زَخَماً فنيّاً مُقَدّراً، هذا يعني أنك دخلت في اللعبة المُشتهاة!،..
ـ أن تتحدث عن كتب ترى أنها مُهَلْهَلَة، أمر لن يدوم طويلاً، ستجد كتابك المفضَّل قريباً وتتحدّث عنه!، سيجبرك سامعك على أن تفعل ذلك، سيقول لك: ذبحتنا!، كفاية!، قل شيئاً عن كتاب جيّد!، قلت لك: دخلتَ اللعبة!،..
ـ فضل الكتب الرديئة على الكتب الجيّدة كبير!،..
فضل الكتب القادرة على الانتشار، والمحققة لتوزيع كبير، وتداول، وربحيّة، فضل لا يمكن إغفاله، على الكتب الأكثر قيمة وجودةً، إذ لا بد من سوق لعرض المُنتَج والبضاعة!،..
ـ كما أن حب الشهرة من خلال الكتابة والنشر، أمر طيِّب، الإنسان بطبيعته قبل طبعه يُحِب أن يُعَرَف، وفي سبيل ذلك يفعل الأعاجيب، فلتكن الكتابة وليكن النشر من هذه الأعاجيب، إنهم يتكلّمون لكي نراهم: يستجيبون لدعوة أول الفلاسفة!،..
ـ والعيب عيب القارئ، عيب الرّائي، إن هو اكتفى بقراءة الكتب الساذجة، والاستماع فقط إلى أهل السفاهة والفراغ!، عيب الرّائي إن هو أوقف بصره وبصيرته على المُتهافِت والرديء!،..
ـ وشكراً، ألف شكرٍ، حتى، وبالذّات، لهذا القارئ الذي يغيظنا بإنجاحه للكتب التي نرى أنها ساذجة وسطحيّة و"عبيطة"، فلولا هذا القارئ، وأمثاله، لما أمكن لدار طباعة ونشر وتوزيع أن تفتح أبوابها لأكثر من سنة!، بعدها تسرّح موظّفيها وتُعلن الإفلاس!،..
ـ وستكون مهمّة الطباعة والنشر حكراً على الحكومات، وللحكومات أرباحها التي ستسعى إليها أيضاً، لن تكون أرباحاً ماديّةً هذه المرّة، الحكومات أرباحها معنويّة!، ولكم أن تتخيّلوا تجارة المعنويّة واحتكار المعنى!،..
ـ قفزة، وأتحدث عن أمر آخر:
لو كان لي من الأمر شيء، لرفضت فقط الكتب المغلّفة بلاستيكيّاً، المُحاط غلافها الحقيقي بسجن بلاستيكي، على الأقل لن أقبل هذه الحِيلة التجاريّة في معارض الكُتُب!، ذلك لأن:
ـ التصفّح السريع من حقوق القارئ التي يجب احترامها!،..