|


فهد عافت
الشاعر والناثر!
2017-03-26

 

- النثر يحاول أن يَثْبُتْ، الشعر يحاول أن يفلت، النثر يتثبّت والشعر يتفلّت!،..

 

- يأتي الناثر من التجربة ويذهب إلى اليقين، أمّا الشاعر فإنه يأتي من الحِسّ والشعور ويذهب إلى الظّن!،..

 

- الناثر زنّان والشاعر ظنّان!،..

 

- يبدو الأمر للوهلة الأولى أن الهوى للشاعر، وأن الهويّة للناثر، ظنّي أن ما يحدث في العميق العميق هو العكس تماماً!،..

 

- يهتم الناثر بالتّبادُل، بإمكانيّة التّبادل، وفي هذا الأمر حَرَكِيّة رائعة، لكن يظل لهذه الحَرَكِيّة غاية أقل سُمُوًّا، غاية أن يصل وأن يُوصِل إلى قناعة ثابتة، يهدف بحركيّته إلى ترسيخ مفهوم وقيمة ما!، والناثر المبدع هو من يفشل في الوصول إلى هذه الغاية!، عليه أن يفشل بفضل تفوّق موهبته؛ لأن النثر بطبيعته يسمح للمحاولة بالنجاح!، بالسقوط في مثل هذا النجاح!،..

 

- الشاعر لا يهتم بالتّبادل، ولكن بالهويّة، بالكشف عن هويّته!، وفي هذا ثبات!، لكنه ثبات مستحيل!، إذ لا وسيلة لهذا الثبات ولا غاية أيضاً غير الحركة!،..

 

- غاية الشاعر ومُنَاهُ أن ينجح في الوصول إلى ثوابت أيضاً، لكن طبيعة الشعر لا تسمح بذلك!،..

 

- حتى أنصاف الشعراء، يُنقذهم الشعر من كارثة النجاح في مثل هذه المهمّة!،..

 

- لذلك يبدو أي شاعر متوسِّط أفضل من الناثر، ما لم يكن الناثر خلّاقاً فعلاً ودائم التحفّز!،..

 

- ذلك لأن النثر يسمح بالتبادل، ويسمح أيضاً بالثبات وترسيخ مفهوم ما، بينما يسمح الشعر بالبحث عن الهويّة، لكنه بطبيعته لا يسمح بترسيخ مفهوم أو قيمة أو معنى ثابت!،..

 

- على النّاثر أن يكون عظيم الموهبة؛ ليصل إلى مستوى شاعر أقل موهبة في مجاله بمراحل!،..

 

- السباق بين الاثنين جائر وغير مُنصِف، يشبه سباقاً طويل المسافة بين سبّاح وصاحب زورق!،..

 

الشعر بموسيقاه وإيقاعاته زورق، والناثر حتى إن امتلك جسداً أتمّ عافيةً وعضلات أكثر فتوّةً، يخسر الرهان غالباً لقدرة الشعر نفسه، وليس لمقدرة الشاعر على التقدّم أسرع!.