|


محمد الناصر
اليوم يومك يا بطل!
2017-03-28

عزيزي لاعب منتخبنا الوطني.. في الجولة الماضية فزت على تايلاند، فصنعت الفرح، وأنت لم تصل بعد أرض الوطن، ونثرت البهجة على امتداد ثرى الوطن حتى وصلت من الغد، ولا شك أنك رأيت بعينك الحفاوة ولمست عن قرب عمق أثر الفرحة.

 

الأغاني الوطنية تواصلت، والبرامج الرياضية احتفلت، ومنصات وسائل التواصل سهرت حتى الصباح.

 

انصهرت الألوان وغاب التعصب وسادت لغة الفرح، وتوالت الإشادات وتغنى الجميع بك وبمنتخبنا، وأثرت الشجن وأحييت الذكريات الجميلة من الفرح التي كدنا ننساها كمشجعين لك ولمنتخبنا.

 

كل ذلك فقط لأنك تجاوزت تايلاند، وواصلت الصدارة، وأحسسنا معك بأن روسيا تقترب.

 

اليوم نلتقي مجددًا، وقد زادت ثقتنا بك، وتضاعفت آمالنا معك، وارتفع سقف الطموح بك.

 

اليوم أيها النجم، ستحمل على عاتقك مجددًا حلم شعب وأمنية شارع رياضي، أنهكته الخيبات وأوجعته النكسات، فبعد أن كان الرقم العربي الثابت لأربعة مونديالات متتالية، وسيد القارة الأول، أصبح حينًا لا يتجاوز التصفيات وحينًا آخر لا يذهب بعيدًا في البطولات، وواصل الغياب عن المشهد الرياضي والانقطاع عن المونديال العالمي.

 

اليوم بيدك أنت أن تحيي الأمل وأن تنشر الفرح، وأن تزرع الابتسامة.. مشتاقون لنكهة أخضرنا، وأضنانا الشوق لرؤية رايتنا الخضراء ترفرف حيث كل محفل وخلف كل إنجاز.

 

اليوم سترى بعينك حجم الحب ومقدار الدعم وكمية التفاؤل بك، وأنت ترى جمهورك العظيم يملأ المدرجات، ويغني لك وللوطن، هو فقط يريد منك أن تستشعر الحدث وتقاتل من أجل الحلم، وتتخطى المباراة ليحتفل بعدها بك وبمنتخب وطنه، ثم نفكر فيما تبقى.

 

الأسبوع القادم سيكون إجازة رسمية للطلاب والطالبات، هم يأملون منك أن تصنع لهم الفرح بها كما صنعته في (ويكندهم) السالف؛ ففوزك يجعل أيامهم أفضل ولحظاتهم أجمل.

 

اليوم بيدك صناعة تاريخ لك يبقى ما بقيت ذكريات أخضرنا الجميل، فما زلنا نذكر روح فؤاد وهدفه الأول المونديالي للسعودية، وعالمية العويران وهدفه الأجمل في بلجيكا، وأهداف ياسر وسامي في تونس، وهدفنا في ماليزيا الذي صنعه السكب، وسجله ماجد وساهم في وصولنا أمريكا 94.

 

كل هذه الذكريات الجميلة التي لا تنسى صنعها نجوم رحلوا وترجلوا وبقيت إنجازاتهم في ذاكرتنا، تسجل لهم فخرًا وللوطن إنجازًا، وبيدك اليوم تحديدًا ثم في الجولات المقبلة المتبقية أن تصنع تاريخًا كهذا.

 

افعلها يا نجم من أجلنا.. والوطن.