|


فهد عافت
جاكم الإعصار!
2017-03-28

ـ قبل أيام، صباح الخميس الماضي تحديداً، كتبت مقالة بعنوان "صباحكم أخضر"، وتقريباً قلتُ فيها كل ما عندي، حتى إنني لم أذكر فيها اسم المنتخب التايلاندي الذي لعبنا ضده، وعليه فبإمكان من يريد معرفة رأيي.. العودة إلى عدد الخميس الماضي!، ليس عندي ما هو أكثر!، لكنني أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه مشكلتي وحدي فقط، وليست مشكلة لاعبي منتخبنا ومدربّهم القدير!، أتمنى من كل قلبي أن تكون لدى كل واحدٍ منهم، ولديهم كمجموعة متجانسة، "أقوال" أخرى!،..

 

ـ في ما يخصّني سأثرثر قليلاً إلى أن تمتلئ المساحة!، لكن في ما يخص لاعبي منتخبنا، فإن الورطة كبيرة إن هم اقتربوا، مجرّد اقتراب، من سذاجة تفكيري هذا!، وإكراماً لهم وللقارئ الكريم، وإكراماً لذاتي أيضاً، سأحاول أن تكون ثرثرتي هذا الصباح مُسلِّيَة ومُؤازِرة ومُبشِّرة:

 

ـ ما قدمه منتخبنا الجميل حتى اليوم في التصفيات، لا يمكن وصفه بغير الرائع، والحقيقة أنه كان فوق المُنتظر، أعترف، وأظن أن كثيرين مثلي، لم نبدأ بعقد آمال كبيرة على هذه المجموعة المُنتقاة من اللاعبين، حتى مدربنا مارفيك كان محل شكوك وانتقادات، ذهبت الشكوك بحصد النتائج، وبقيت الانتقادات بسبب المستوى!، الحقيقة أن هناك سببًا آخر لبقاء الانتقادات: الوجاهة التي نظن أننا ككتّاب سنحصل عليها إن نحن انتقدنا!، مع فطنة صحفية تجعلنا في مأمن، فالنتائج الجيّدة ستُنسي الناس ثرثرتنا، وفي حدوث ما لا تُحمد عقباه، لا سمح الله، نفرد عضلاتنا ويقول كل كاتب منا: ألَمْ أقل لكم؟!، وكل من يقولها يُطمع نفسه بسماع، أو تخيّل سماع: يا لبعد نَظَرِهِ!،..

 

ـ مارفيك هزمنا جميعاً، وهذه هي الهزيمة الأطيب التي حلمنا بها طويلاً!، هزم ظنوننا وتوقعاتنا وآراءنا وانتصر لنا على أنفسنا!، ليس مارفيك فقط، لكنّ أبناءنا وإخواننا اللاعبين أثبتوا لنا كم كنا مخطئين في حقّهم، لنعترف: كنا نظن بهم الظنون، حتى تخطّت المسألة القلق من مستوياتهم واقتربت من اتهامهم بالولاء لأنديتهم أكثر من وطنهم!، وسواء أعلنّا ذلك صراحة أو ضمّناه مخاوفنا تضميناً، فإن هذا ما كان يدور في المجالس الخاصّة والاستراحات!، والحمد لله أننا كنا على خطأ، وأن اللاعب السعودي خيّب ظنوننا فيه، وأعادنا لأنفسنا، ونبّهنا من غفلتنا، وأثبت لنا أصالته وتفانيه، وأعاد لنا ثقتنا في أنفسنا قبل أن يُعيد لنا ثقتنا فيه!،..

 

ـ ولا أظن أن حرباً ضد التّعصّب الكروي أنجح من وجود منتخب قوي يتفوّق ويزرع البشائر!،..

 

ـ أول وأهم أسباب التعصّب والاحتقان كان سوء المنتخب!، ومن أسلحة القضاء على هذه السفالات العاطفيّة، وجود منتخب قوي ومتلاحم كما نراه اليوم، إذ إنه وفي غياب الجمال والفرح يسهل على كل بائسٍ أن يقدّم نفسه على أنه حكيم زمانه!،..

 

ـ حسناً، هل أنا قَلِق من مباراة الليلة؟!، الجواب: نعم دون أدنى شك!، فالطريق طويل ولم يُحسم شيء بعد!، وليس أكثر إحباطاً من المشاريع الناقصة!،..

 

ـ أخيراً: علينا أن نتذكر أمرين يخصان المنتخب العراقي، أولهما أنه يلعب دون حذر من شيء يخسره أكثر مما سبق له خسرانه!، وهو يعرف بناء على نتائجه أن حساباته ستبدأ أو تنتهي أثناء وبعد هذه المباراة ولكن ليس قبلها!، وأننا نحن الذين نمتلك دفتر حسابات بحكم ما فعلناه وحققناه والحمد لله، لا أعرف كيف يمكن تحويل هذا الأمر لصالحنا، لكنني أثق بدهاء مارفيك وقدرة اللاعبين على التصرّف،..

 

ـ الأمر الثاني، وهو غاية في الأهميّة، وأعتذر لأحبتنا في العراق إن بدا مؤذياً لمشاعرهم، لكنها الحقيقة، منتخب العراق، على الأغلب، سيلعب ضدنا الليلة بخبث عِرْقي طائفي، سبق أن جرّبناه معهم في منتخبات الشباب قبل فترة، مشهد اللطم الاستفزازي السخيف ما زال حاضراً!، وهو أمر يصب في صالحنا متى ما حدث: لا نأمر به ولن يُسيئنا بإذن الله، ففي الملاعب الرياضية ليس أسهل من التغلّب على فريق يُفكِّر خارج الملعب!، بل أكاد أقول: في مباراتنا السابقة معهم في هذه التصفيات، لم نكن جيدين بالمرّة، وأظنهم تحصّلوا على فرص للتسجيل عجيبة، خاصة في الشوط الأول، غير أن "الحقد" أعماهم عن المرمى، ليس لدي شخصياً أي تفسير لما حدث يومها غير "الحقد"، وأعترف: أتمنى ألا تكون النوايا في الصدور قد صَفَت تماماً وبهذه السرعة!،..

 

ـ صباحكم أخضر ومساؤكم نصر سعودي.. وأهازيج صدارة بإذن الله.