من الطبيعي أن يتغير المزاج العام للمجتمع الرياضي السعودي، إلى الرضا بدلاً عن السخط، جراء العروض الجيدة التي قدمها المنتخب الكروي الأول لكرة القدم، والنتائج الإيجابية التي حافظ بها على المنافسة على بطاقتي الصعود إلى مونديال روسيا 2018.
منذ اختيار الهولندي فان مارفيك مديرًا فنيًّا، ولم يهدأ الشارع الكروي، ففي البدء قيل إن رئيس الهيئة فرضه على اتحاد الكرة، أو على أحسن تقدير أشار به عليهم، ومع نتيجة تايلاند والعراق اللتين بالكاد فازا بهما المنتخب، وظهور مارفيك كمحلل تلفزيوني في بلاده، التي يمضي بها جل عقده مع المنتخب السعودي، ارتفعت وتيرة الانتقاد، بل الشجب والاستنكار، وكانت الملامة تنصب على اتحاد الكرة الذي ثبت أنه سمح بذلك، من خلال بند في العقد، قال فيما بعد إنه ألغاه عندما مدد له حتى نهاية التصفيات.
اليوم هناك من يثني على الاتحاد السابق لأنه تعاقد مع مارفيك، بل يجير لذلك الاتحاد كل ما يحققه المنتخب من نتائج حتى الآن، ويرى أن التأهل إذا ما حصل هو من صنعه، وأن مارفيك لو درب المنتخب من المريخ فلا بأس بذلك، طالما أن المنتخب يسير بخطى واثقة نحو التأهل، بمعنى أنه لم يعد رئيس الهيئة من فرض مارفيك على الاتحاد، ولم يكن العقد الذي يجيز لمارفيك التدريب عن بعد كان خطأ!.
لا يمكن نسب ما تم ذكره لأحد أو جهة محددة، فقد كانت حديث المجتمع، الذي يتناقله ويتناقش فيه، ويتبادل الآراء حوله، ويتقاذف التهم فيما بينه بشأنه، لكن من وضع ذلك كله في إطار حقائق وقعت، هم المتحدثون في وسائل الإعلام، من خلال مواد إخبارية وتحليلات فنية وآراء، هؤلاء كان لهم دور مهم في تثبيت
أولاً: أن هناك تدخلات من رئيس هيئة الرياضة في كل ما يتعلق بالمنتخب.
ثانيًا: أن ما يفعله مارفيك لا يمكن السكوت عليه.
ثالثًا: أن النتيجة المؤكدة فشل ذريع سيحدث، لكن اليوم الجميع بلع لسانه أو غير ما قاله أو أنكره!.
خمسة انتصارات وتعادل وخسارة، جعلوا المنتخب يقترب من خطف إحدى بطاقتي التأهل لمونديال روسيا 2018، وستكون مواجهة شهر يونيو المقبل أمام أستراليا أيضا كأهمية مباراتي تايلاند والعراق، بل ربما يقال إنها أهم منهما.. الحقيقة أن كل مباريات التصفيات مهمة، وأن المنتخب بفضل العمل المميز الذي قام به الجهازان الفني والإداري واللاعبون قطع ثلثي الطريق، ومن حق كل من ساهم في أن يظهر المنتخب على هذا النحو، أن يفخر بأنه أدى عمله وواجبه بنجاح.
الأمر الذي يجب ألا يتراجع عنه أحد، هو خطأ السماح لمارفيك بالتدريب عن بعد، وهو ما لا تجد من يقبله لو حدث مع نادٍ يهمه، أما إذا كان رئيس الهيئة فعلاً من فرضه على اتحاد الكرة أو أشار به، فهو ما يجب أن نشكره عليه، بل نطالبه بمزيد من التدخل بغرض التصحيح وتحقيق الأفضل لرياضة البلاد، وإذا أردنا أن نشكر مجلس اتحاد الكرة السابق على ما قدمه للمنتخب، فهذا حق، لكن يجب ألا ننسى أيضًا ما تعرض له في فترته من نتائج سيئة وارتباك في العملين الإداري والفني، أما إذا كان الحديث موجهًا للمجلس الجديد، فإنه إن نجح المنتخب في التأهل، فجهوده محفوظة، لكن محاسبته ستستمر عند أي تراجع للوراء في مناسبة مقبلة أيًّا كان حجمها وأهميتها.