|


محمد الناصر
للشبابيين: اتفقوا لتعودوا!
2017-04-04

في عالم كرة القدم.. من الطبيعي جداً أن يتراجع فريق أو يتعثر في مسابقة، أو يخسر المنافسة بدوري، وربما يتكرر ذلك في موسم أو اثنين أو حتى ثلاثة، وربما مر بمرحلة انتقالية وعبر خلال خطة استراتيجية، تصل أحياناً لخمس سنوات، وكل ذلك وإن أسخط جمهوره أو أثار غضب محبيه، إلا أنهم سرعان ما يرضون ويقنعون إذا ما رأوا فريقهم يستعيد عافيته ويتصاعد مستواه، ويبدأ مشوار العودة لوضعه الطبيعي.

 


ولكن أخطر من ذلك كله، أن يفقد فريقاً ما هويته، ويضيّع بيد مسيريه "شخصيته"، ويتفرج محبوه على تساقط مكتسباته دون سبب مقنع أو تبرير واضح.

 


ما يمر به الشباب حالياً لم يكن وليد صدفة ولا صنيع لحظة ولا نتاج تخبط موسم أو اثنين؛ الأمر برأيي أعمق من ذلك.

 


فالشباب فقد توازنه ابتداءً، ثم اهتزت صورته، ثم اشتعل الخلاف بين محبيه وتم فقدان الثقة بين عشاقه ومسيريه.

 


فلك أن تتخيل أن هناك من الشبابيين من يقلل من وقفات الرمز أو يتهكم بمسيرة ابن سعد الذهبية، أو ينسف مرحلة البلطان، بل هناك كذلك من ينتقص من فؤاد الأخضر التاريخ الذهب؛ لأنه ارتفع صوته محبة وغيرة على الكيان، ومنهم من يتهجم على تاريخ العويران بمجرد أن قال رأيه، ويقدح بالمهلل لأنه لا يجيد التزلف ولا يعرف الكذب، وينتقص من الرزقان؛ لأنه انتقد بحدة، بل يفاضل بينهم وبين أساطير ورقية في الكرة السعودية، بغرض الانتقاص منهم، وهذا كله مؤشرات خطيرة في العبث بهوية رجالات الكيان ونجومه التاريخيين، ومتى انتقص جمهور من الذين بنوا مجد فريقهم وساهموا في تاريخ الكيان الذهب، فلن تستغرب أن تجد من يحتفل بخسارة لأنه لا يريد نجاحًا ينسب لشخص دون آخر.
أيها الشبابيون.. احترموا تاريخكم ليُنصِفكم حاضركم ويُسعِدكم مستقبلكم. 

 



قدروا رموزكم لتهابكم خصومكم. 

 


احفظوا الود لكل من خدم الشباب لتوحدوا الصف وتعملوا على تضافر الجهود.

 


فلك أن تتخيل أن طابور المغادرين من النجوم هذا الموسم فقط بدأ من الخيبري فالعويس، ثم وليد عبد الله، والآن معاذ وبلعمري حولهم يدور كلام وتنسج حكايات، وإدارتنا صامتة وأعضاء شرفنا متفرجون، ومع ذلك لا يزال بعضهم يجتر مواقف سابقة ويصطنع خلافات سطحية، وكأن ما يحدث لا يهم ولا يقوض أركان ما تبقى من هيبة.

 


وفي رأيي أن أول المستفيدين من إرث الخلافات السابقة الإدارة الحالية التي هدمت وفرطت دون أن يلتفت لها أحد، أو ينتقدها محب؛ فالجميع مشغولون بتصفية حسابات سالفة وخلافات سطحية بات يعاد مضغها وصياغتها كل مرة بشكل يثير شفقة المتابع، على من لا تزال هي مادته وصلب مواضيعه.

 


استيقظوا أيها المحبون وتجاهلوا كل من يجركم لمربع خلاف أو انتقاص من رجال خدموا وقدموا، وانتبهوا لوضعكم الحالي ووضع الفريق الآني، فقد أقصيتم المحبين وشككتوا بالمخلصين حتى غادر الأغلب المشهد وعينكم الآن تبكي الكيان، وهي ترى مكانه وتسمع أحواله.