|


وحيد بغدادي
دووول.. و(دووول)
2017-04-06

عندما تم عرض مسلسل عادل إمام الشهير "فرقة ناجي عطا الله" عام 2012، الذي جسد فيه شخصية ضابط مصري متقاعد، يعمل ملحقًا إداريًَّا بالسفارة المصرية في تل أبيب بإسرائيل.. ويقرر زعيم الكوميديا سرقة أحد أشهر البنوك المصرفية الإسرائيلية؛ احتجاجاً على تجميد أرصدته في البنك؛ بسبب اعتراضه على الأعمال الوحشية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.. وفِي إطار المشهد الكوميدي الساخر المعروف عنه، يحاول الزعيم عادل إمام أن يشخص المشهد القائم للخلافات السياسية والصراعات بالمنطقة.. فيقول من منظوره الخاص إن أصل الحكاية وأساس المشكلة (إيه): "إن دووول واقعين مع دووول، ودووول مش طايقين دووول.. قوووم (فقام) دووول عايزين يطلعوا دووول علشان يركبوا دووول.. راحوا دووول ضاربين في دووول.. دووول بقا قاموا عملوا إيييه.. تحالفوووا مع دووول علشان يخوفوا دووول، ويخلصوا على دووول.. دووول يسكتوا؟!! أكيد: لا.. وفي الآخر إيه مش حنلاقي لا دووول.. ولا حنلاقي دووول.

 


هذا الوصف الساخر رغم ما فيه من كوميديا مضحكة.. إلا أنه لا يختلف كثيراً عما يحدث في جميع المجالات والأوساط لدينا، حيث إن معظم الصراعات القائمة التي دائماً ما تتسبب في تعطيل عجلة التطور وعمليات النمو وخطط التنمية المستقبلية، تكون خاضعة للمصالح الشخصية في المقام الأول.. ولا يختلف الوضع بالوسط الرياضي السعودي عن هذا الإطار الدرامي الساخر.. الذي بات فيه جميع الأحداث تتمحور حول ذات الإطار، حتى أصبح الجو العام في المجتمع الرياضي والوسط الخاص بكرة القدم تحديداً غير صحي إطلاقًا.. وأصبح الوضع العام مليئًا بالمشاكل والصراعات؛ بسبب المهاترات ورمي التهم والدخول في تحزبات لنصرة حسابات ومصالح شخصية.. حتى لو كانت النصره والانتصار للباطل على حساب الحق!! 
والمهم بالنهاية، أن ننتصر مهما كانت المبررات والدوافع.. وكم سنقبض ثمناً لصراخنا وجعجعتنا فلكل صوت ثمن للأسف، وهذا ما يحدث مع بعضهم وليس الكل ـ إلا ما رحم الله ـ.. وأصبحنا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً ـ كما يقول المثل ـ.. الكثير من الضوضاء والإزعاج والصياح والصراخ غير المبرر وغير المنطقي فقط لمحاولة قلب الحقائق.. وكان شمس الحقيقة يمكن أن تحجب بــ"غربال" فقط لتحقيق انتصار زااائف.. حتى لو كانت ضريبة هذا الانتصار أن يكون سبباً في ظلم الكثيرين وإلصاق تهم لا تمت لهم بصلة.. ولو كانت سبباً في طمس معالم التاريخ لنادٍ بأكمله وقهر جمهوره ـ لا يهم ـ، المهم أن يكسب أنصار هذا المعسكر أو ذاك ومؤيدو هذه الإدارة أو تلك.. وهذا هو الحال ‏في نادي الاتحاد.. (تنشد عن الحال.. ‏هذا هو الحال).. للأسف!!.

 


دووول مع دووول لمصلحة دووول ولا يهمهم دووول ولا دووول ولو قهروا وظلموا دووول على حساب دووول، المهم أن ينتصر دووول ولو تم استخدام كذبة دووول.. المهم ألا يستمر دووول أو يعود دووول.. وهكذا يبقى حال دووول إلى أن يقضوا على دووول.. ويبقى السؤال: متى يتحد دووول ودووول وينسوا (اتحاد دووول ضد دووول) ليعود نمر الاتحاد وتعود هيبة عميد الأندية ويمارس عادته في قهر وافتراس أندية دووول ودووول وحصد البطولات كما عهدناه؟!.

صورة مع التحية لـــــ دووول و دووول.