نحيف الجسم قصير القامة، ولكنه يساوي وزنه ذهبًا مئة مرة وزيادة.. ما مر على ملاعبنا مثل الشلهوب.. طيبة العالم تجمعت في إنسان.. اختارت الشلهوب دون العالمين.. حتى الطيبة عندها ذوق.. في كل مرة نعتقد أنه انتهى يقدم ما يبهرنا.. يعود بقوة.. فالموهبة لا تشيخ.. قمة التواضع.. قمة الأخلاق.. قمة التفاني والإخلاص.. لا يعرف الأنانية ولا الغرور.. لا يزعل ولا يتذمر.. ولا يحب ممارسة دور النجم.

في مباراة النصر كان نقطة التحول.. عندما نزل إلى الملعب تغير أداء الهلال.. قلب الموازين في عشرين دقيقة.. روح الهلال عادت مع الشلهوب.. هناك لاعبون يغيرون الجو العام للفريق.. هذا بالضبط ما فعله الشلهوب.. صنع الهدف الأول بدقة وإتقان.. في الهدف الثاني نسي أنه في الثلاثين.. انطلق بسرعة البرق قاطعًا نصف الملعب، كأنه يلعب أول مبارياته مع الهلال.. انطلق بإصرار على صنع المستحيل.. حتى السهلاوي لم يستطع مجاراته. 

حقق 28 بطولة وعلى أعتاب البطولة رقم 29 وهو رقم قياسي على المستوى العربي.. إذا استطاع الشلهوب حصد لقبه الثلاثين فسيقفز إلى المركز الرابع على العالم بعد رايان جيجز الحاصل على 34 بطولة، وفيتور بايا البرتغالي الذي حقق 31 بطولة، وكيني دالغليش صاحب 31 بطولة أيضًا.. ومتفوقًا على بيليه ومالديني وميسي وعدد كبير من الأساطير. 

يستحق كل الحب الذي يملأ القلوب.. يستحق كل الاحترام والإعجاب والتقدير.. فمن الصعب أن تكره الشلهوب.. من الصعب ألا تبتسم عندما يبتسم الشلهوب.. في كل مرة يتحدثون عن التعصب، أقول لهم فقط انظروا للشلهوب.. محبوب الجميع. 

لا تسألوه بعد اليوم عن الاعتزال.. يكفينا وجوده مع الفريق.. تكفينا عشرون دقيقة من الشلهوب.