أكتب عن كتاب "حول الفوتوغراف"، ولو كان الأمر بيدي، لما فعلت أكثر من نقل كتاب سوزان سونتاغ "حول الفوتوغراف" حرفياً، وكاملاً؛ ذلك لأن أي حديث عنه لن يكون أكثر تشويقاً منه، كما أن أي إطراء له لن يفيه حقّه، وأنت فيما لو قرأته، فمن المؤكد الذي لا يقترب منه شك، سوف تجد كلمات إطراء مُستحقّة وواجبة أكثر مما سأكتب، والسبب الأخير أن الكتاب زاخر ومُشِع بالمعاني ومتدفِّق الأفكار والتأملات من كل زاوية وناحية، لدرجة تُشعرك بالإجحاف في حقه وظلم نفسك وظلم القارئ معك، فيما لو اختصرت أو ركّزت على زوايا وتجاهلت زوايا أخرى!،..
ـ سبق أن كتبت مجموعة مقالات عن كتاب "الغرفة المضيئة" لرولان بارت، ولمّا تأكّد لي عدم القدرة على تقديره حق قدره توقّفت!، فما بالك بكتاب "حول الفوتوغراف" لسوزان سونتاغ، الذي يمكنني اعتبار كتاب "الغرفة المضيئة" معه ليس أكثر من مرجع صغير!، راجياً ألا تبدو العبارة الأخيرة تقليلاً من كتاب رولان بارت المدهش والزاخر بحميمية وشاعريّة واتساع أُفق ومدارك هائلة!، لأعدّل من العبارة قبل فوات الأوان: هما أفضل ما يمكن لك قراءته من كتب حول التصوير الفوتوغرافي،
ـ الفرق أن كتاب رولان بارت بيت، بينما كتاب سوزان سونتاغ مدينة!، فإن خرج بارت إلى المدينة، خرجت سونتاغ إلى البلد أو القارة، أو تحدثت عن الكرة الأرضيّة من القمر!،
ـ للأوّل حميميّته التي لم تمنعه من الشمولية، وللثاني شموليّته التي لم تفقد لحظة واحدة من حميميّتها!، لرولان بارت شاعريّته المُستمدّة منه، ولسونتاغ شاعريتها المُستمدّة من الفن الفوتوغرافي!،..
ـ هناك مجموعة من الكتب، مجموعة صغيرة، وعدد من الكتّاب والمؤلّفين، عدد قليل، ما إن تلتقيهم حتّى لا يعود بإمكانك تكملة المشوار دون أن تكون كلماتك مخصّبة بالأفكار التي طرحوها، ومخضّبة بِحِنّاء تأويلاتهم!،
ـ أُسمّي تلك النوعية من الكتب بالـ "مَصْدَرِيّات"!، تلك هي الكتب التي بعد قراءتك لها، تشعر بالاقتراب من معرفة عميقة لأمور تبدو صغيرة حتى تظن بعدم أهميتها، وضبابيّة حتى تظن أنها غير قابلة للنظر إليها بصفاء وساعات صحو!، ثم تنقلب الأمور تماماً بعد قراءتك لها، ولا تعود قادراً على مواصلة الطريق دون الاتكاء عليها كمصادر عاطفية وعلمية وتعبيرية أيضاً!،..
ـ وبالنسبة لي، فإنه ومثلما لم يعد بإمكاني إلّا ردّ الجميل لكل ترجمات وإعدادات أمين صالح حين التحدّث عن السينما، ومؤلفات هيغل، وكانط، حين يستلزم أمر ما دخولاً فلسفياً ولو بسيطاً، ومثلما لم يعد بإمكاني التفكير في القراءة دون الاتكاء على مؤلفات ألبرتو مانغويل، ورولان بارت، وأنني ومع كل قراءاتي عن الفن والجمال لا أستطيع تجاهل تأثيرات جيروم ستولنيتز وكتابه "النقد الفني" في كل ما أقف عنده أو أذهب إليه، فإنني أثق ثقةً مطلقة بأن كتابَيّ رولان بارت "الغرفة المضيئة"، وسوزان سونتاغ "حول الفوتوغراف"، سيكونان من الآن فصاعداً، من الكتب "المَصْدَرِيَّة" متى ما لزمني الحديث عن الفوتوغرافيا، أو التعامل معها!، دون نسيان لطائف صالح العزاز رحمه الله، وما كان يحكيه لنا عن صورة الكاميرا الفوتوغرافيّة، ما لها وما عليها،..
ـ سبق أن كتبت مجموعة مقالات عن كتاب "الغرفة المضيئة" لرولان بارت، ولمّا تأكّد لي عدم القدرة على تقديره حق قدره توقّفت!، فما بالك بكتاب "حول الفوتوغراف" لسوزان سونتاغ، الذي يمكنني اعتبار كتاب "الغرفة المضيئة" معه ليس أكثر من مرجع صغير!، راجياً ألا تبدو العبارة الأخيرة تقليلاً من كتاب رولان بارت المدهش والزاخر بحميمية وشاعريّة واتساع أُفق ومدارك هائلة!، لأعدّل من العبارة قبل فوات الأوان: هما أفضل ما يمكن لك قراءته من كتب حول التصوير الفوتوغرافي،
ـ الفرق أن كتاب رولان بارت بيت، بينما كتاب سوزان سونتاغ مدينة!، فإن خرج بارت إلى المدينة، خرجت سونتاغ إلى البلد أو القارة، أو تحدثت عن الكرة الأرضيّة من القمر!،
ـ للأوّل حميميّته التي لم تمنعه من الشمولية، وللثاني شموليّته التي لم تفقد لحظة واحدة من حميميّتها!، لرولان بارت شاعريّته المُستمدّة منه، ولسونتاغ شاعريتها المُستمدّة من الفن الفوتوغرافي!،..
ـ هناك مجموعة من الكتب، مجموعة صغيرة، وعدد من الكتّاب والمؤلّفين، عدد قليل، ما إن تلتقيهم حتّى لا يعود بإمكانك تكملة المشوار دون أن تكون كلماتك مخصّبة بالأفكار التي طرحوها، ومخضّبة بِحِنّاء تأويلاتهم!،
ـ أُسمّي تلك النوعية من الكتب بالـ "مَصْدَرِيّات"!، تلك هي الكتب التي بعد قراءتك لها، تشعر بالاقتراب من معرفة عميقة لأمور تبدو صغيرة حتى تظن بعدم أهميتها، وضبابيّة حتى تظن أنها غير قابلة للنظر إليها بصفاء وساعات صحو!، ثم تنقلب الأمور تماماً بعد قراءتك لها، ولا تعود قادراً على مواصلة الطريق دون الاتكاء عليها كمصادر عاطفية وعلمية وتعبيرية أيضاً!،..
ـ وبالنسبة لي، فإنه ومثلما لم يعد بإمكاني إلّا ردّ الجميل لكل ترجمات وإعدادات أمين صالح حين التحدّث عن السينما، ومؤلفات هيغل، وكانط، حين يستلزم أمر ما دخولاً فلسفياً ولو بسيطاً، ومثلما لم يعد بإمكاني التفكير في القراءة دون الاتكاء على مؤلفات ألبرتو مانغويل، ورولان بارت، وأنني ومع كل قراءاتي عن الفن والجمال لا أستطيع تجاهل تأثيرات جيروم ستولنيتز وكتابه "النقد الفني" في كل ما أقف عنده أو أذهب إليه، فإنني أثق ثقةً مطلقة بأن كتابَيّ رولان بارت "الغرفة المضيئة"، وسوزان سونتاغ "حول الفوتوغراف"، سيكونان من الآن فصاعداً، من الكتب "المَصْدَرِيَّة" متى ما لزمني الحديث عن الفوتوغرافيا، أو التعامل معها!، دون نسيان لطائف صالح العزاز رحمه الله، وما كان يحكيه لنا عن صورة الكاميرا الفوتوغرافيّة، ما لها وما عليها،..