يقول اللاعب الخبير ياسر المسيليم حارس المنتخب السعودي وفريق الأهلي بعد تعادل فريقه السلبي أمام الهلال وفقدانه المنافسة على صدارة الدوري أن الأهم بالنسبة لهم تحقق في هذه المباراة حين منعوا الهلال من حسم بطولة الدوري أمامهم بالإضافة إلى نقاط أخرى تحدث بها عن هذا اللقاء.
الأهلي بعد مواجهة الهلال التي يتغنى بها المسيليم فقد الفرصة على المنافسة كما ذكرت وهبط إلى المركز الرابع في سلم ترتيب الدوري وهو المركز الذي يهدد فريقه بالحرمان من المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل في حال فاز بكأس الملك أحد الفريقين المتأهلين إلى نصف النهائي الفيصلي أو التعاون أو على أقل تقدير فهو المركز الذي سيقذف بالأهلاويين إلى الملحق الآسيوي في حال حصل على كأس الملك فريق الهلال.
رغم كل هذه المعطيات السلبية لفريق الأهلي بعد مواجهة الهلال والتعادل السلبي معه يخرج أحد أكثر اللاعبين خبرة في صفوف الفريق وحتى في صفوف منتخبنا الوطني فرحاً بإيقاف الفريق المنافس فلماذا؟
ببساطة يا سادة لأن اللاعب السعودي عامة وليس المسيليم وحده إلا من رحم ربي، يعيش وسط أجواء رياضية غير صحية يغذيها التعصب والجهل وقلة الوعي أضف إليها عدم امتلاك اللاعب السعودي للعقلية الاحترافية التي تمنعه من التأثر بما حوله.
ولنعد إلى حالة المسيليم لنشرح ذلك فهل تعتقد أن المسيليم استمع قبل المباراة إلى آراء احترافية تبين له أهمية المباراة بالنسبة إلى الأهلي وفق المعطيات التي ذكرتها سابقاً دون النظر إلى تعطيل تتويج الهلال وغيره من ذلك الهراء بالطبع لا. المسيليم دخل المباراة بعد أن أخذ جولة طويلة في مواقع وحسابات الجمهور الأهلاوي في السوشل ميديا ومن يسمون أنفسهم بإعلام الأهلي فلم يجد حديثاً لهم سوى كيف نمنع الهلال من التتويج ونؤجل ذلك إلى مباراة أخرى ولا أستبعد أنه أيضاً قام بجولة في الجانب المنافس الآخر الهلالي فلم يجد حديثاً سوى كيف نحسم اللقب أمام الأهلي ويتم التتويج أمام النصر فانساق اللاعب خلف ذلك ودخل المباراة معبأ بأجواء متعصبة وجاهلة جعلته ينظر إلى المباراة رغم أهميتها لفريقه بهذا المنظور الضيق.
زد على ذلك وأنا أجزم أنه ليس في فريق الأهلي فقط، بل في معظم الأندية أن المسيليم دخل أجواء المباراة وهو لم يستمع من الجهاز الإداري لفريقه سوى إلى كيفية تعطيل الهلال ومنعه من حسم اللقب أمامهم.
لم يجد المسيليم وهو ليس باللاعب السعودي الوحيد بجواره من ينبهه لأهمية هذه المباراة ولضرورة القتال والتمسك بالأمل مهما كان صعباً أو مستحيلاً حتى آخر لقاء، لم يجد بجواره من يقول له إن الكيان أكبر من لغة متعصب هنا أو هناك. ولم يجد بالتأكيد من ينبهه بكونه لاعباً محترفاً يتقاضى أجراً على ذلك، كما لم يجد بجواره من يزرع فيه ألا يقبل الخسارة لمجرد أنها خسارة حتى لو في لقاء ودي ويبث فيه الحماسة للانتصار دائماً.
أرجو ألا يختزل البعض حديثي هذا في المسيليم وحده أو في النادي الأهلي إنما هي حالة حديثة أردت الاستدلال بها لواقع الرياضة في السعودية وفي كل الأندية ولدى كل اللاعبين لأنهم أخيراً كانوا أهلاويين أو هلاليين أو نصراويين واتحاديين وشبابيين وغيرهم إنما سيدافعون عن ألوان الوطن عبر شعار المنتخب السعودي ولا نريد وقتها أن نرى لاعباً بهذا الفكر المهزوم الذي تشربه للأسف مما يحيط بنا.