|


بدر السعيد
الرابع يا باش مهندس ..!
2017-04-30

 

كالعادة .. كنت أجري في ذات المسار بالقدر الذي يسمح لي بالاقتراب أكثر من رياضتنا الوطنية.. حاملاً معي ذلك الاهتمام في مراقبة ومتابعة ما تقدمه اتحاداتنا الوطنية من عمل يوازي حجم الصرف والتنويه الإعلامي عن عمل اللجنة الأولمبية ودعمها لرياضيي الوطن.. مع الأخذ بعين الاعتبار مقدار الدعم المالي واللوجستي الذي حظيت به اللجنة الأولمبية العربية السعودية من قبل ولاة الأمر ـ حفظهم الله.

وقد كان من جملة ما اطلعت عليه قبل أيام هو المشاركة الهزيلة لمنتخبنا الوطني لألعاب القوى في بطولة الخليج والتي ظهرنا فيها بأسوأ ما يمكن لنا أن نظهر.. كان وقع خبر إعلان النتائج صاعقاً بل ولا أخفيكم القول أنني توقعت أن الخبر كان خاطئاً أو أن هناك سوء فهم.. إذ لا يمكن للمتابع البسيط لأم الألعاب أن يصدق أن منتخبنا جاء في المركز الرابع في بطولة شاركت فيها ستة منتخبات خليجية.. أما الأكثر مرارة في ذلك الخبر فهو أن تلك الخيبة حصلت على أرضنا وفي بطولة استضافتها مدينة جدة..!.

 

كنا إلى زمن قريب.. وقريب جداً.. ننعم بتلك السطوة والاكتساح في منافسات ألعاب القوى على المستوى الخليجي، إذ كانت منتخباتنا الوطنية خلال العشرة أعوام الماضية تتربع على الصدارة في خمس نسخ متتالية لبطولة الخليج.. مع سيطرة واضحة على درجتي الشباب والناشئين..

 

آه يا أم الألعاب.. أضاعوك وأي رياضة أضاعوا.. وحين أقول أم الألعاب فأنا أقصد تلك الرياضة التي طالما حفظت لرياضتنا سمعتها وقيمتها.. ومكنتنا من الوصول إلى مراتب متقدمة على مستوى آسياد آسيا ومختلف الدورات الرياضية المجمّعة..

 

من السهل علي أن أوجه أصابع الاتهام إلى اللاعبين أو الأجهزة الفنية والإدارية أو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لألعاب القوى كمتسببين فيما حصل.. لكن من الواقعية أن نشير إلى تلك التوجهات التي ساهمت فيما حصل.. وتلك الأيادي والقرارات التي غيرت من ملامح الاتحاد السعودي لألعاب القوى ونوعية الموارد البشرية التي تقود العمل داخله.. وهو الأمر الذي يتحمله صنّاع القرار في اللجنة الأولمبية..!.

 

كتبت قبل فترة عبر "الرياضية" مقالاً بعنوان "البراشوت لن يوصلنا".. وأشرت فيه بوضوح لأهمية الاستعانة بالمختصين في المجال الرياضي لقيادة رياضتنا عبر المناصب المؤثرة داخل منظومة العمل الرياضي الوطني.. وقد لاقت كغيرها من الأطروحات إعجاب بعض الرياضيين.. واحتقان من يخافون المكاشفة.. ويرفضون محاكاة واقعهم وتشريحه..!!.

 

كلنا ننشد التغيير.. ونؤيد التوجهات الساعية لتجديد الدماء.. لكننا بالطبع نرفض أن يقود رياضتنا من لا يملكون المعرفة الكافية والخبرة في المجال الرياضي.. ونرفض وبصوت عالٍ أن يقود رياضتنا أشخاص يتقاضون أضعاف ما كان يتقاضاه سابقيهم.. فيما عجزوا عن تحقيق الحد الأدنى من إنجازات من سبقهم.. نرفض أن تصبح لجنتنا الأولمبية مقصداً لموظفي القطاع الخاص الراغبين في المرتبات العالية وهم البعيدون كل البعد عن الرياضة بمفهومها وهمومها وتجاربها وفلسفتها..!.

 

في التاسع من إبريل الجاري وجهت سؤالاً إلى المهندس لؤي ناظر في اللقاء الذي جمعني به عبر برنامج "أكشن يا دوري" حيث سألته عن الوصف المناسب من وجهة نظره للمرحلة المقبلة التي يقود فيها اللجنة الأولمبية العربية السعودية.. هل هي مغامرة.. أم تحدٍ.. أم أنها خطة واضحة المعالم ونتائجها متوقعة..؟ فجاءت إجابته إنشائية وغير مباشرة وبعيدة عن مغزى السؤال..!.

 

شخصياً لم أستغرب تهربه من الإجابة.. فقد سأل الباش مهندس لؤي نفسه سؤالاً أكثر وضوحاً أثناء تقديمه لرؤية اللجنة الأولمبية قبل أسابيع وفشل في وضع الإجابة الشافية أمام الحضور..!.

 

واليوم.. أطرح تساؤلاً آخر أمام لؤي ناظر.. هل تعلم ماذا يعني وصولنا إلى المركز الرابع خليجياً في رياضة نحن الأقوى فيها على مستوى الخليج؟!.

 

عزيزي المهندس لؤي .. من فشل في المحافظة على مكتسباته على المستوى الخليجي.. لا أعتقد أنه قادر على المنافسة آسيوياً كما وعد..!.

 

احسبوها بالعقل.. بالمنطق.. وإن شئتم بالآلة الحاسبة.. وستجدون حتماً أننا نستثمر في الفشل..!.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.