|


فهد عافت
في داخلك روائي وشاعر و..!
2017-05-01

- يغوص الروائي في بحر الماضي طمعاً في صيد أسماك الحاضر؛ للتمكّن من طهي المُستقبَل بطريقة جيّدة!.

بينما يفرك الشاعر أباريق المستقبل طمعاً في استحضار مارد الماضي، والطلبات الثلاث جاهزة:

عُدْ: بي/ إلى/ و ابْقَ!.

 

- يريد الرّوائي أن يَصِل.

يريد الشاعر أن يَعود!.

 

- يريد الروائي أن يأكل، أن يتغذّى وأن يُطعِم الآخرين، إنْ لم يكن خبزاً فحكايات عن الخبز!.

أمّا الشاعر فإنه لا يريد سوى المرح، يريد أن يلعب، وأن يجد أصدقاءً يصلحون أن يكونوا ألعاباً، وألعاباً تصلح أن تكون أصدقاءً!.

 

- الرّوائي يجوع.

الشاعر يشتهي!.

 

- في البحث عن نهاية المَطاف، تكمن رغبة الروائي.

رغبة الشاعر في المَطاف نفسه، لا في البحث ولا في النهاية!.

 

- عبر الفقر نفسه غالباً: يثق الروائي بغنى العالم، وبوجوب أن يكون الإنسان غنيّاً!.

في الطرف الآخر، يقف الشاعر، مؤمناً بوجوب أن يكون الإنسان مغنيّاً!، واثقاً من أن الفقر، مانع التخمة، يمكنه المساعدة في منح الحناجر هواءً يُطَيِّب الأصوات!.

 

- يتلصّصان، يُنصتان، يَرَيان، يكتبان، يشطبان، ويتقاسمان الدنيا: 

يأخذ الروائي من كل بَحّةٍ باحةً.

ويأخذ الشاعر من كل باحةٍ بَحَّةً!.

 

- الروائي يريد الخير، ويراه حتى في حكايات الشَّر حاضراً.

الشاعر يريد الجَمَال، ويراه حاضراً حتى في القُبح!.

 

- الروائي أهم، والشاعر أجمل!.

 

- الروائي أنفع، والشاعر أمتع!.

 

- وبعيداً عن الموهبة القادرة على إنجاز نصوص فنيّة وأدبيّة، فإن في داخل كلّ واحد منّا: روائيًّا وشاعرًا، يجب العمل على بقائهما في صحّة ونشاط، حتى لو تلطّفنا مع أحدهما وعطفنا عليه وأحببناه أكثر من الآخر!.

والأعمّ الأصح: في داخل كل منّا روائي وشاعر ورسّام وموسيقيّ ومسرحيّ ونَحّات، هنيئاً لمن أطعمهم وأُطْعِم منهم!.