في الدقيقة الأخيرة من نصف نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، كانت "ألمانيا" قد دكّت مرمى "البرازيل" بسبعة أهداف نظيفة، وانفرد "أوزيل" بالمرمى وأضاع الهدف الثامن؛ فندم ندماً شديداً كاد يمزق معه القميص من القهر على إضاعة الفرصة، وانتهت المباراة 7-1، وسألت حينها: لماذا تحسّر النجم الألماني على إهدار فرصة هدف ثامن لن يغيّر من حقيقة التأهل للنهائي، وتسجيل أعلى نتيجة في نصف النهائي، وأكبر هزيمة للبلد المستضيف، وكثير من الأرقام التي حطمتها تلك المباراة؟ فكان الجواب باختصار: "العقلية الألمانية".
كرة القدم الألمانية تتميز بالجدية والانضباط والتركيز طوال دقائق المباراة، بغض النظر عن نتيجتها، فهذا "بايرن ميونخ" يهزم "أرسنال" بخماسية في "ميونخ"، كانت تكفيه للتأهل بأي نتيجة إياب في "لندن"، لكنه فاز بخماسية أخرى، مكرراً سيناريو الفوز على "برشلونة" برباعية في "ألمانيا" وثلاثية في "إسبانيا"، وفي كأس العالم 2002 انتهى الشوط الأول بخسارة منتخبنا برباعية ألمانية، كرروها بالشوط الثاني بكارثة 8ـ0؛ لأنهم يملكون "العقلية الألمانية".
بالأمس احتفى "الهلال" بتتويجه بطلاً للدوري للمرة 14، مؤكداً زعامته للكرة السعودية في ظروف مثالية للزعيم الملكي، فالغريم "العالمي" انتهى موسمه قبل أسبوعين؛ فانتهت التدريبات الجديّة للفريق الذي استقال رئيسه، ولم يتقدم أحد لرئاسته، وهجرت جماهيره مباراته الأخيرة ضد "الشباب"، فكانت فرصة فوز غير مسبوق، في ظروف يستحيل تكرارها أمام جمهور هلالي بنسبة 99%، وخصم عنيد تخلى عن عناده، لكن الهلال لا يملك "العقلية الألمانية".
كان منتخبنا الوطني قريبًا من التأهل لكأس العالم 2010، لكنه فشل في التسجيل بمرمى الضعيف "كوريا الشمالية" بالرياض، ثم لعب الملحق أمام البحرين، وكان فائزاً حتى الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع، حين فقد التركيز فتعادلت البحرين وخسرنا حظوظ التأهل، ثم كنا أقرب للتأهل للكأس العالم 2014، وكان منتخبنا متفوقًا على أستراليا، ولكن فقدنا التركيز فاستقبلت شباكنا ثلاثة أهداف في خمس دقائق، وخسرنا التأهل لأننا لم نملك "العقلية الألمانية.
تغريدة tweet:
قارنت منتخب ألمانيا بمنتخبنا وزعيم أندية ألمانيا بزعيم الأندية السعودية، لتأكيد حقيقة أن الثقافة الرياضية مرتبطة بثقافة الشعوب، وعلينا أن نبدأ بالتعلم من "العقلية الألمانية"؛ لكي تتطور معظم قطاعاتنا الصناعية والتعليمية والصحية والرياضية، ولأن لكل قاعدة شواذ، فقد خسر "بايرن ميونخ" نهائي دوري الأبطال 1999 بالثواني الأخيرة أمام "مانشستر يونايتد"؛ لأن السير أليكس فيرقسون ملك الانتصارات بالثواني الأخيرة، حقق فيها أكثر من ثمانين هدفاً حتى أصبحت تلك الثواني تسمى "فيرقي تايم"؛ لأنه باختصار يمتلك "العقلية الألمانية"، وعلى منصات العقلية الألمانية نلتقي.