|


فهد عافت
تحيّة واعتذار لمصطفى محمود!
2017-05-06

ـ بعض الناس يعتبرون أن عدم قدرتهم على إيجاد ممسك على غيرهم، إهانةٌ لهم!،..

فيصنعون مماسك وهميّة، تكبر بالصراخ والتكرار، حتى تظن أنها لا يمكن أن تكون وهميّة أبداً!.

 

ـ مدحاً أو ذمّاً، إطراءً أو تقريعاً، في الغالب الأعم لا تمنح ثقةً كبيرةً جدّاً لآراء أصحاب الحِرفة الواحدة، حين يكونون معاً في نفس الزمن والمكان. 

 

ـ تشكّك ولو قليلاً في مثل هذه الآراء، وامنحها من الظّن الطّيّب ولكن العقلاني أيضاً، ما يليق بك ويناسب ظرفها!.

 

ـ حتى أصحاب الحِرَف والمِهَن المتباعدة، يمكن لهم التّنازع والتآلف، والتشاحن والتهادن، وهو ما يحدث غالباً في ظل تقارب المكان والمُعاصَرَة!،..

 

ـ المُنافسة والمصالح والعواطف الشخصيّة والخلافات، أو الاتفاقات الحياتيّة العابرة، تلعب أدواراً مؤثّرة في مثل هذه الحالات، والخلاصة دائماً في غير صالح الصفاء والنّزاهة!،..

 

ـ فإمّا نفاق وإمّا مجاملة، وإمّا ردّ جميل وإمّا تشجيع، وإمّا تحاشيات وإمّا مُداراة، وإمّا حسد وإمّا ظنّ سوء، وإمّا لصنع سُلّم معاداة بهدف التسلّق عليه، فتتساوى الرؤوس في لحظة وهمٍ وطهبلة صحافة!، وهكذا في مطافٍ ليس له آخِر من الاحتمالات!،..

 

ـ بحِسّ النادم الحزين، اعترَف ابن جنّي وهو أحد أهم أدباء عصره ثقافةً ونقداً، والمتخصص الأول في قراءة المتنبّي في زمن المتنبّي، أنه وآخرين معه، كانوا وفي مرّات كثيرة يقومون بِلَيِّ ذراع الشرح والطرح إغاظةً لأبي الطّيِّب أو غيرةً منه!، هذا وقد كان ابن جنّي أحد أكثر من يُجلّهم المتنبّي من أهل عصره!، ولم يكن المتنبّي مخطئاً على أيّ حال!،..

 

ـ أمّا العقّاد فكان يسمّي طه حسين "عَمِيّ" الأدب لا عميده!،..

 

ـ يوميّاً أستعيد ذكريات الطفولة والصّبا مع حلقات الدكتور مصطفى محمود، كان مصطفى محمود عبر برنامجه "العلم والإيمان" يشكّل بالنسبة لنا ما تشكّله اليوم قناة "ناشونال جيوغرافيك" بالنسبة للجميع!،..

 

ـ وأتذكّر الهجوم الشرس عليه هنا وهناك، وكنت أستغرب وأعجب، رجل انتقل من الإلحاد إلى التديّن ويقدّم برنامجاً علمياً رائعاً، ويكتب بهدوء روائي وبرشاقة شاعر، وكل ما في وجهه وكلماته سماحة وخفّة ظِلّ، لماذا يُهاجَم؟!، خاصةً من على منابر المساجد؟!،..

 

ـ وأندم لأنني في لحظةٍ ما، كدت أصدّقهم!، كانت لحظة خاطفة وسريعة، لكنها أتت!، حركة الإخوان المسلمين كانت قد دخلت كل مدرسة ومسجد!،..

 

ـ اليوم أعرف الأسباب، أخمّنها وأقترب من حقيقتها، وأضحك ساخراً: لم يكن ملتحياً ولا شيخ أزهر!،..

 

-ضرب سلطة الشكل في مقتل!، وكان يحب الغناء، ويفتتح برنامجه الرائع ويختتمه بآهات نَاي!.