|


د.تركي العواد
sporting director
2017-05-11

تحدث مدرب الأرسنال أرسين فينجر بشكل واضح قبل أيام حول حاجة أي فريق لإداري كرة قدم. حيث رفض وجود الإداري بشكل كامل في أرسنال، لأن مهامه تتقاطع وتتداخل مع المدرب. وبين سبب رفضه لوجود الإداري، بأن المدرب هو المسؤول الأول عن الفريق وإنه سيلام على النتائج والقرارات غير الجيدة حتى لو كان سببها الإداري. فمن الظلم أن يُلغى عقد مدرب بسبب قرار اتخذه الإداري. وشبه وجود الإداري بكتابة مقال صحفي يقوم شخص آخر بكتابة اسمه عليه. 


أوافق فينجر في رأيه عن الإداري وأرى أنه لا حاجة لوجوده في أي فريق. فالإداري وزن زائد ومرهق بشكل كبير للفريق. خصوصا في الكرة السعودية التي يقوم فيها الإداري بأدوار لا تعد ولا تحصى، فهو يتدخل في عمل المدرب وأيضا يتدخل في عمل الرئيس. فالإداري القوي في ملاعبنا بإمكانه فعل كل شيء من مناقشة المدرب إلى تجديد العقود وإيقاف اللاعبين واختيار المعسكر. المشكلة إن الإداري هو أول من ُيشكر عندما يحقق الفريق بطولة، وأول من يتخلى عن المدرب ويطالب بالاستغناء عنه عندما لا تسير الأمور بشكل جيد. 


المشكلة الكبرى في وجود الإداري إنه سيبقى في صراع مستمر مع المدرب. فالمدرب لا يريد أي تدخل في عمله، ووجود الإداري فقط هو تدخل مباشر في عمل المدرب.

 

لذلك نجد هذا الصراع بشكل واضح في الأندية وحتى المنتخبات. وما حصل في نادي الوحدة من تراشق إعلامي بين الإداري ومدرب الفريق خير دليل على تداخل عمل الرجلين. وكذلك ما حصل بين طارق كيال مدير المنتخب الأول ومدرب المنتخب الأول فان مارفك. 


الإداري في الكرة السعودية أخذ أكبر من حجمه، وأصبح سببا للكثير من المشاكل بعد أن كان دوره حل المشاكل. فإذا كان الإداري ضعيفا ولا يتدخل غضبت الجماهير وطلبت منه التدخل. وإذا كان قويا وتدخل في عمل المدرب فإن ذلك سيغضب المدرب ويجعل الفريق يعاني من هذا الصراع.


الأفضل هو التخلص من الإداري بشكل كامل والاكتفاء بمنسق يقوم بالأعمال الإدارية اللوجتسية البسيطة التي تتعلق باحتياجات الفريق، مثل عمل الحجوزات وتأمين المواصلات وغيرها وترك العمل الفني والمعنوي والنفسي للمدرب.