|


حمد الراشد
الأهلي والنصر.. الدروس والعبر
2017-05-13

أما وقد وضعت منافسات دوري جميل أوزارها، وغنم من غنم وخسر من خسر.. فقد حان وقت الجلوس مع النفس، وتقييم حصاد الموسم المنصرم بكل إيجابياته وسلبياته، ليبدأ الإعداد والتحضير للموسم القادم ـ على نور ـ، وحتى لا يتكرر ما حدث من سلبيات إداريًّا وفنيًّا، ونبدأ بالزعيم.. البطل وحامل اللقب.. نجد أنه كان الأقل أخطاء؛ فلم يقع في شباك الأزمات ولم يتجرع كؤوس المعاناة.. فقط واجه مشكلة فنية طارئة، سرعان ما عالجها بنجاح كبير بتعاقده مع الداهية دياز.. وبعد ذلك استقرت كل الأمور، ومضى الزعيم حول الهدف المنشود.. فحققه بامتياز مسجلاً واحدًا من أنجح المواسم الكروية في العقد الأخير.. وما زرعته إدارة نواف حصده فريق دياز وأسامة وإدواردو وبناء عليه.. فما يحتاج إليه الزعيم للموسم المقبل، المزيد من الاستقرار والاعتماد على نفس الأدوات التي حققت له كل هذه النجاحات، من جهاز فني وكوكبة نجوم.. باختصار الزعيم كامل الدسم.. مرشح لمواصلة حصد الألقاب في الموسم المقبل..

الأهلي


واجهته مصاعب وأزمات مع نهاية موسم التألق والإبداع، رحيل جروس وأحسن مدافع سعودي أسامة، فاقدًا أهم عنصرين في معادلة التفوق.. وقبل أن تندلع شرارة منافسات الموسم رحل رئيسه الخلوق مساعد الزويهري عند الفجر، مفجرًا كبرى المفاجآت.. وما أعقب ذلك من تعاقد مع جهاز فني جديد بقيادة قوميز.. أراد أن يصنع له وللفريق كاريزما خاصة، بعيدًا عن أسلوب وطريقة جروس.. فحقق فشلاً ذريعًا كان سببًا في إقالته وعودة جروس من جديد، ولكن بعد فوات الأوان.. فقد استغرق جروس وقتًا طويلاً لإعادة الفريق إلى ما كان عليه قبل الرحيل؛ فدفع الفريق ثمنًا باهظًا، حرمه من الاحتفاظ باللقب.. فضلاً عن الإخفاق في التعاقد مع المحور البرازيلي.. وعدم معالجة غياب العملاق أسامة، إذ كان من أهم الأولويات الفنية التعاقد مع مدافع في وزن وقيمة وقوة وخبرة أسامة.. وهذا لم يحدث.. فشاهدنا الأهلي يستقبل أهدافًا في معظم المباريات، ويتجرع مرارة الخسارة والإخفاق.. شتان بين أهلي اليوم وأهلي الأمس.. وهذا يفرض على القائمين على شؤون الملكي الاستفادة من سلبيات الموسم الماضي.. وعدم تكرارها.. الفريق بحاجة ماسة إلى وزير دفاع جديد أفضل فنيًّا من معتز وفتيل وعقيل، وتعزيز الفريق بوجوه جديدة تمنح الإضافة الفنية المطلوبة.. أما مسألة استمرار جروس لموسم آخر، ربما تكون مرهونة بمشوار الفريق آسيويًّا.. قد يستمر وقد يرحل.. المهم عدم تكرار ما حدث في الموسم الماضي على الصعيدين الإداري والفني.

النصر 

إداريًّا.. الوضع ليس على ما يرام منذ البداية، وسط انقسام واضح في المعسكر النصراوي.. شرفيًّا وإعلاميًّا وجماهيريًّا، واستمرت حالة الانقسام.. وعدم الرضا على عمل الرئيس حتى النهاية بين من يطالب برحيله ومن يطالب ببقائه؛ ما انعكس سلبًا على حالة الفريق الفنية.. طوال منافسات الدوري.. فضلاً عن ظروف وملابسات رحيل زوران إلى العين، في عز المنافسات، وموقفه من "أبو عمر" ومساندة الرئيس للكابتن.. كل هذه التدخلات وتمرد بعض النجوم من حين لآخر؛ احتجاجًا على عدم وفاء الإدارة معهم.. جعل قطار الفريق يخرج عن قضبان المنافسة في العديد من المحطات.. وحتى يبدأ النصر الإعداد لموسمه الجديد، يجب أن يعالج كبار شرفيي النصر الموضوع من كافة جوانبه خاصة الإدارية.. فإذا صلح عمل الإدارة صلحت كل الأمور.. بالطبع فنيًّا الفريق بحاجة إلى مدرب جديد وتسريح محترفيه الأجانب باستثناء المدافع برونو.. والاستعانة بمحترفين جدد لتقديم الإضافة المطلوبة هجوميًّا، وفي صناعة اللعب في ظل تراجع مستويات نايف والسهلاوي، وتذبذب مستويات يحيى والفريدي وغالب.. النصر بحاجة إلى عمل جبار حتى يعود.. وللحديث بقية.. المحصلة.. الصلاح يبدأ من الرأس.