رسائل مهمة يمكن أن يبادر إلى إرسالها الرياضيون اليوم، إلى ملك البلاد وقائدها إلى المجد والعلياء سلمان بن عبد العزيز، أولها نحبك وندعو لك بطول العمر، وثانيها الشكر والعرفان على ما تحيطنا به من رعاية واهتمام، وثالثها عشت للعلم والوطن.
حين تتفقد صور التتويج في سجلات كأس الملك، وقد خلدت الأسماء وحفظت الصور، تعلم معنى أن "لا خاسر في نهائي كأس الملك"، وأنها ليست عبارة مجاملة أو للاستهلاك الإعلامي؛ لأن من يحضر هذه المناسبة من أعضاء الفريقين وأجهزتهم الإدارية والتدريبية والطبية، إذا قدر لهم التشرف بالسلام على راعي المباراة، والتحدث معه والتقاط صور للذكرى، فقد خلص الأمر إلى أنه سيعود لها مدى الحياة، وستتوقف عندها أجيال بعده تتذكره أو تسأل عنه أكثر من سؤالها عن المباراة ودوره فيها، وهنا ختام العبارة "الكل فائز".
لكن المباراة كرويًّا فيها فوز وخسارة، وهذا لا يتعارض لا مع مناسبة "ملكية" كهذه، ولا في أصل الفعل الرياضي الذي يؤسس على الاحترام والسمو في التنافس، وأي خروج عن هذه القيم والمفاهيم الراسخة لا تحسب على صلب الرياضة وتنافسها، بل على التكوين القيمي والسلوكي لمرتكبيها؛ فما يحدث داخل المستطيل الأخضر من صراع كروي مهما احتدم، فهو مقبول، طالما أنه باق في إطاره الذي تحكمه قوانين اللعبة، وما عداه لا علاقة له بالرياضة.
بدأ الشوط الثاني من نهائي كأس 1977م، الذي جمع الهلال "بطل الدوري حينها" بالأهلي، والنتيجة دون أهداف، وبادر مهاجم الهلال سلطان بن نصيب بتسجيل هدف السبق، ورد عليه أحمد الصغير وسعد الحربي بثلاثة أهداف، انتهت بها المباراة، وتوج الأهلي بالكأس الأولى التي تجمع الفريقين، لكنهما تواجها مرة أخرى في نهائي كأس 1984م، حينها كان الأهلي "حامل لقب الدوري"، لكنه تلقى خسارة موجعة من الهلال 4/ 0، هذه مصادفة لافتة أن يسقط بطل الدوري أمام الطامع في إنقاذ موسمه، حدثت مع الفريقين، وهي اليوم في حال مشابهة، حيث يلعب الهلال بطل الدوري أمام الأهلي، فهل يعيد التاريخ نفسه؟
بهاء إطلالة خادم الحرمين الشريفين وهيبة حضوره، تتبعهما دائما أبوته الحانية مع أبنائه اللاعبين، وتلطفه وتبسمه في وجوههم، مهنئًا وموجهًا وداعمًا عند تتويجه لهم بشرف اللقاء والمصافحة والتكريم بالذهب والفضة والكأس، هذه اللحظات التي يخلدها التاريخ الرياضي، وتسكن أعماق ذكريات المشاركين، ويصنع منها الوطن لوحة فخر واعتزاز، وتجسيد لحمة وتواد أدامها الله، هي مكسب اليوم الكبير، الذي إن جمع الأهلي والهلال على أرض الملعب، إلا أنه بالتأكيد يجتمع من خلالهما جميع أفراد القطاعين الرياضي والشبابي في الترحيب بالقائد الوالد، الذي يجتمع كل من في البلاد في قلبه حفظه الله وسدد على الخير والتقدم والسؤدد خطاه، لما فيه خدمة الدين والمواطن والوطن.