ـ كون إيران عدوّة، هذه مسألة تعوّدنا عليها، لم تعد غريبة، وهي بالطبع ليست مخيفة، فإيران اليوم واحدة من أضعف الدول ومن أكثرها جهلاً، لكن بالطبع علينا أن نعمل على ألا تكون دولة بهذا الضعف والجهل، قادرة على إعلان الحقد علينا والعداء لنا!.
أقصد علينا أن نتطوّر أكثر، ونزداد قوّةً في كل مجالات الخير والعلم والأمن والأدب والاقتصاد، وهو ما نفعله الآن بعزمٍ وحزمٍ غير مسبُوقين والحمد لله، إن استمرّت الأمور على ما هي عليه، زادت وتيرة تقدّمنا أكثر، وتضعضعت إيران أكثر، سنوات قليلة وسنكتشف أننا سبقنا الزمن بإذن الله، وأن عداء إيران لنا لم يعد أكثر من هذيان مضحك، وأن عداءنا لها تحوّل إلى شفقة!،
أظن أننا عمّا قريب، سنمدّ إيران بمساعدات إنسانيّة، وربما نُقرضها لتنهض من جديد، على أُسسٍ لا تسمح لمبادئ حسن الجوار أن تُمَسّ!.
ـ إيران دولة، والتشيّع مذهب، حتى لو كان مذهبها فهي لا تمثّله؛ لأنها لا تنفرد به، طالما أن هناك شيعة في بلدان وأوطان أخرى، وهذا ينطبق علينا أيضاً، المملكة العربية السعوديّة دولة ووطن، ومذهبها سنّي، لكننا لا نقول إننا نمثّل كل سنّي في كل مكان، نحن نحترم مذاهب الناس، ونتفهّم حقوق البلدان والأوطان في كيفيّة تصريف أمورها، لا ننكر غير الإرهاب والتطرف والقمع والقتل، كل مُفسد في الأرض هو لنا عدوٌّ!.
ـ هناك فكر شيعي هادئ ومتزن ومتصالح مع الآخرين، يدين به كثير من الناس، له الحق في التواجد وإثراء الحياة والأوطان، لكن هناك فكر آخر هو فكر "شيعي إيراني"، لا يمكن معه فصل الكلمتين عن بعضهما بعضًا!،
في هذا الفكر "الشيعي الإيراني"، غطرسة وأحزمة إرهاب جاهزة للنسف في أي لحظة، خاصة أن إيران تعجن بين فكر مذهبي متطرّف، وبين عِرقٍ فارسي لم يتخلص من مجوسيّته بعد!، كاره لكل ما هو عربي!.
ـ الشيعي العربي هو آخر همّ إيران!.
ـ ليس هناك شيعي سعودي، لكن هناك سعودي شيعي!، والفرق كبير، هو سعودي أولاً، مثلما ليس هناك سنّي سعودي، لكن هناك سعودي سنّي، والفرق كبير، هو سعودي أولاً!، وهذا يعني أن هناك وطنًا، ومواطنة، وأن للسعودي سنياً كان أم شيعياً حقوق مواطنة هي ليست للشيعي ولا للسني غير السعودي!، على الأقل فإن المملكة تسعى بكل قوّتها في هذا الاتجاه، بينما لا تتحرك إيران إلا في الاتجاه المعاكس والمناقض لمثل هذا المنطق المتحضّر البسيط والواضح!.
ـ نعم لدينا في السلفيّة السنّيّة، آراء نافرة، لكنها أبداً ليست من صميم أي مذهب من مذاهب أهل السنّة، ونعم مراجعة الخطاب الديني السنّي واجبة، والسعوديّة تنشط بعقلانية رائعة الحكمة في ذلك، المصيبة أننا مع إيران أمام دولة مذهبها "الحكومي" في أصله، لا في تفرعات سائبة منه، يحمل إقصاءً ورعباً، وهي لا تريد مراجعته، ولا تنقيحه، ولا تأويله لصالح البلاد والعباد وتماشياً مع الزمن والحضارة!، بل ولا حتى مع معطيات الواقع!.
ـ ويرعب إيران خطابنا المتعقّل، فتزوّره وتحوّره، نعم نحن نقبل الجزء الديني فيها، ونرى أنه يمكن له أن يكون مُسالماً، لكننا نرفض الجزء السياسي فيها، طالما أنه يحلم باستباحة أرض غير أرضه، وبسفك دماء، وإثارة فتن طائفيّة وخراب!، والحقيقة أنه يصعب علينا، عليّ أنا على الأقل، كتابة عبارة واحدة قادرة على فصل هذا عن ذاك، طالما بقيت إيران على نهجها هذا!.
ـ أسوأُ من الجهل: استثماره!.
هذه هي إيران!